اقليمي ودولي

placeholder

الجزيرة
الأربعاء 20 آذار 2024 - 19:45 الجزيرة
placeholder

الجزيرة

"ملامح قاسية"... اليكم سبب استهداف ثلاثة من قادة الشرطة في غزة

"ملامح قاسية"... اليكم سبب استهداف ثلاثة من قادة الشرطة في غزة

لم تكن المهمة الأخيرة للمدير العام للعمليات المركزية في وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة اللواء فائق المبحوح سهلة، فقد كان تأمين المساعدات واحدة من أصعب الإكراهات الأمنية في قطاع غزة، ففي الأرض تدافع مؤلم للجوعى المُسْنِتين، ومن السماء قصف إسرائيلي يدمر الأرض وما ومن عليها.

وبين هذا وذاك، ملامح قاسية للجوع الذي ضرب أطنابه في البيت الغزي الكبير، فأحال منعمات بني هاشم أجساما ضاوية ووجوها يكاد السغب يذهب بشاشتها ورِوَاء بهائها.

والمؤكد أن المبحوح كان في غاية السرور بعد انتهاء مهمته الأخيرة فيما يبدو، فلا يوجد منظر أكثر جلبا للسعادة من منظر الشاحنات المحملة بالعون الغذائي، تدخل إلى شمال القطاع بعد نحو 5 أشهر من القصف والحصار المستمر وانقطاع الإمدادات الغذائية، خصوصا أن إسرائيل أخذت على نفسها تدمير كل ما يمد سكان القطاع بأسباب الحياة، فقد كان المشرفون على تأمين وتوصيل المساعدات إلى مستحقيها في القطاع، آخر الأهداف التي تتوجه إليها قاذفات اللهب ورسائل الموت الكريه في غزة.

ويبدو أن نجاح المبحوح وجهاز الشرطة في غزة في تأمين أول شحن مساعدات للقطاع دون حدوث عنف أو فوضى لم يرق للاسرائيلي، فأرسل فرقة عسكرية لاقتحام بيته، وحين لم يجدوه نكلوا بزوجته وأطفاله، قبل أن تقوم بمحاصرته رفقة أخيه نافذ وعدد من أبناء أخيه قرب مستشفى الشفاء، وهناك هاجمتهم قوات اسرائيل وطلبت منهم تسليم أنفسهم، فسلم نافذ نفسه، في حين رفض فائق تسليم نفسه، واشتبك مع قوات الاسرائيلي بسلاحه الشخصي إلى أن استشهد.

لم يتوقف استهداف جهاز الشرطة في غزة بعد اغتيال المبحوح، فخلال اليومين الماضيين، كثف الاسرائيلي من استهدافه لقادة الشرطة، لتتوالى قوافل الشهداء من حراس القوافل الغذائية والمسؤولين عن تأمينها واحدا تلو الآخر.

فقد سقط مدير جهاز المباحث في شمال غزة، المقدم رائد البنا، شهيدا مضرجا بدمائه، رفقة وزوجته وأبنائه جراء قصف ليلي نفذه الجيش الإسرائيلي على منزلهم، لينضافوا إلى سلسلة طويلة من الشهداء في القطاع اقترب عدادها الآن من 32 ألفا.

ثم جاءت عملية الاغتيال الثالثة خلال اليومين الماضيين لتستهدف المقدم محمود البيومي (أبو النور)، وهو مدير مركز شرطة النصيرات، وكان مسؤولا عن تأمين المساعدات، وقد استشهد جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة في مخيم النصيرات وسط القطاع، لينهي بذلك الاسرائيلي مسؤولية أبو النور عن تأمين المساعدات.

وبعد استشهاد القادة الثلاثة، جاء الدور على مدير لجنة الطوارئ في غرب غزة أمجد هتهت، الذي رشقته قاذفات الموت الإسرائيلية عند دوار الكويت، لتعيد بذلك التذكير بمجازر الطحين البشعة التي وقعت عند هذا الدوار، وأدت إلى استشهاد العشرات وإصابة المئات من الغزيين الجوعى في أثناء تجمعهم حول شاحنات الغذاء التي دخلت إلى القطاع بعد 5 أشهر من الحصار والتجويع المستمر، وبعد أن بلغت القلوب الحناجر.

تعمل إسرائيل جاهدة على نشر القتل، لا يهمها أن يكون رصاصا لاهبا أو قنابل عنقودية تدمر الأرض ومن عليها، أو يكون جوعا فتاكا يحيل الأجسام الناضرة جلودا متكلسة فوق عظام زال نقاها، المهم أن ينشر الموت أذرعته على غزة.

ويأتي التطور الجديد المتمثل في استهداف قادة الشرطة في غزة، بعد مشاهد قصف الجوعى، إذا ما تجمعوا حول شاحنة، وهو ما يحقق هدفا رئيسيا للاسرائيلي "محاولته لنشر الفوضى وإدامة سفك الدماء"، وفق تعبير رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

وترى الحكومة الفلسطينية في غزة أن استهداف المبحوح وزملائه كان ردا من قوات الاسرائيلي على نجاح القطاع الأمني الغزي في تأمين 15 شاحنة محملة بالطحين والمواد الغائية، وتسليمها بعدالة إلى الصابرين الصامدين في القطاع.

ومن الواضح أن هذا التطور في القتل المستمر في القطاع يهدف إلى مزيد من:

شل القوة الأمنية لحكومة غزة، واستهداف عناصرها ومراكزها القيادية بشكل مستمر، وبطريقة تجمع بين شمولية الموت وانتقاء القادة.

إدامة الفوضى التي ستؤول مع الزمن إلى خلخلة الثقة بالمقاومة، وفي الحكومة الغزية، وذلك بعد فشل محاولات الاسرائيلي لشق الالتئام الغزي من خلال تحريض زعماء العشائر على توزيع المساعدات والإشراف عليها، وهو ما "رفضه النشامى والمختارون" الغزيون ما لم يكن بتنسيق تام مع حكومة القطاع.

البحث عن صور انتصار تفقدها إسرائيل في القطاع، والتعويض عن الاغتيالات التي تسعى إليها إسرائيل للقادة العسكريين للمقاومة، باغتيال قادة في جهاز الشرطة والطوارئ.

تسويق عمليات الاغتيال داخليا، باعتبارها إنجازات نوعية للجيش في قطاع غزة، خصوصا أن ذلك يأتي بالتزامن مع إذعان قوات الاسرائيلي للضغوط الدولية لإدخال مساعدات إلى شمال القطاع، ظلت إسرائيل ترفضها وتؤكد أنها لن تسمح بها.

إفشال عملية دخول المساعدات أصلا، والتوقف عن تسيير الشاحنات، حتى تتحقق أعلى درجات الإبادة التي يعمل الاسرائيلي على مد أطنابها في كل أنحاء القطاع، وتجاه كل كبد رطبة فيه إن كانت قد بقيت فيه كبد رطبة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة