اقليمي ودولي

placeholder

عربي بوست
الثلاثاء 14 أيار 2024 - 14:43 عربي بوست
placeholder

عربي بوست

معبر رفح "قاعدة عسكرية" لكتيبة "ناحال 932"!

معبر رفح "قاعدة عسكرية" لكتيبة "ناحال 932"!

على نطاق واسع، نشرت حسابات تابعة لمؤسسات حقوقية ونشطاء حقوقيين يوم الأحد الماضي، صوراً لجنود في الجيش الاسرائيلي وهم في أحد التمركزات الأمنية لهم، وأشارت الحسابات إلى أن موقع الجنود في الصور المنشورة هو داخل معبر رفح البري من الناحية الفلسطينية.

الصور التي تم تداولها على نطاق واسع تضمنت وجود بعض الجنود الإسرائيليين وبجوارهم لافتة بالاسرائيلية معلقة على إحدى اللافتات الموجودة في معبر رفح، والتي كتب عليها: "أهلاَ بكم في فلسطين"، في حين كانت هناك لافتة أخرى ظهرت في الصور كتب عليها: "رافقتكم السلامة".

في حين وثقت صورة أخرى وجود بعض جنود الجيش الاسرائيلي داخل المعبر بالقرب من مقر لبنك الإنتاج الفلسطيني، وقد أثارت هذه الصور تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، إذ انتقد الكثير استمرار الجيش الاسرائيلي في انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، في حين طالب البعض الآخر بضرورة تحرك الجانب المصري بشكل أكثر فاعلية من أجل وقف هذه الانتهاكات المستمرة منذ طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023.

مؤسسة "سيناء لحقوق الإنسان" من جانبها نشرت على حسابها على منصة "إكس" الصور، وكتبت: "نشر حساب غير رسمي لإحدى كتائب الجيش الإسرائيلي صوراً تظهر تحول الجانب الفلسطيني من #معبر_رفح البري إلى قاعدة عسكرية لكتيبة ناحال 932″.



كان علينا التأكد بالفعل من أن قوات كتيبة ناحال 932، أو "جرانيت مشاة" التابعة للجيش الاسرائيلي، هي نفسها التي توجد الآن في معبر رفح من الناحية الفلسطينية، في البداية، وبعد البحث، وجدنا مقطع فيديو، منشوراَ على "يوتيوب" في عام 2022، أظهر لنا بوضوح لافتة كتب عليها "بنك الإنتاج الفلسطيني"، وهو فرع للبنك داخل الصالة الخاصة بمعبر رفح من الناحية الفلسطينية.

ثم طابقنا الفيديو بإحدى الصور المنشورة والتي تشير إلى وجود قوات إسرائيلية داخل معبر رفح من الناحية الفلسطينية، فوجدنا أن قوات الجيش موجودة في داخل نفس الصالة بالفعل، وبجانبها لافتة "بنك الإنتاج الفلسطيني" نفسها الموجودة داخل معبر رفح.

إذاً، كانت النقطة الأولى، هي التأكد من أن قوات من الجيش الإسرائيلي موجودة بالفعل في صالة معبر رفح من الناحية الفلسطينية، وتتخذ منها قاعدة عسكرية، وبعد التأكد من ذلك، كان علينا التأكد من أن هذه القوات هي تابعة بالفعل لقوات "ناحال 932" أو قوات "جرانيت مشاة 932" التابعة للجيش الإسرائيلي.

تابعنا مداخلة هاتفية للضابط السابق في الجيش المصري سمير راغب، والذي يدير حالياً المؤسسة العربية للدراسات الاستراتيجية وهو أحد المقربين من النظام المصري، تحدث في مداخلته مع الإعلامي المصري عمرو أديب يوم امس الإثنين، حين سأله عن الحديث عن وجود كتيبة إسرائيلية في رفح وقد تمركزت في الأيام الماضية، ليرد سمير راغب بالقول إن "كتيبة من الجيش الإسرائيلي استقرت في معبر رفح الفلسطيني، لكنها لا تستخدم المدرعات، مش محتاج المدرعات، لأنه يخاف إنه يتعرض لاتفاقية فك الارتباط مع مصر، فيكفيه 4 آلاف جندي مشاة فقط دون المدرعات".

فعاد عمرو أديب للتأكيد عليه في السؤال: "فهو عنده جنود في المعبر؟ كان موجود آليات؟ الآن بقى جنود فقط؟ سحب المدرعات؟ ترك المشاة بس؟".

ليرد سمير راغب: "نعم بالفعل فيه جنود مشاة فقط في معبر رفح؟ الفرقة 162 أخذت قواتها وراحت معبر رفح". انتهى كلام الضابط المصري السابق.

هنا، بات لدينا تأكيد ثان أن هناك قوات إسرائيلية باتت متمركزة في معبر رفح من الناحية الفلسطينية، وهذه القوات، هي تابعة للفرقة 162 في الجيش الاسرائيلي.



لم نستسلم لرواية الضابط المصري السابق سمير راغب فقط بخصوص الفرقة 162 وقوات ناحال مشاة، بل ذهبنا للجانب الإسرائيلي للتأكد بشكل أكثر دقة وعمقاً من وجود قوات ناحال مشاة في معبر رفح من الناحية الفلسطينية، فوجدنا تصريحاً رسمياً من أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، نشره على حسابه الرسمي على منصة "إكس"، يؤكد وجود قوات الفرقة 162 في معبر رفح؛ حيث قال في بيانه: "قوات جيش الدفاع من الفرقة 162 باشرت عملية مباغتة لتحييد أهداف تابعة لمنظمة حماس شرقي رفح وتحقق السيطرة العملياتية على الجانب الغزي من معبر رفح بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد باستخدام المعبر لأغراض "إرهابية" على يد عناصر"، وفق وصف المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي.

بالبحث عن تعريف الفرقة 162 المدرعة، والمعروفة أيضاً باسم تشكيل الصلب في الجيش الإسرائيلي، وجدنا أنها فرقة مدرعة نظامية في الجيش الإسرائيلي، تتبع للقيادة الإقليمية الجنوبية، ويقود الفرقة العميد موتي باروخ، وقد شاركت الفرقة 162 في المعارك ضد حزب الله في الفترة من تموز إلى آب 2006 في القطاع الغربي من جنوب لبنان وشمال بنت جبيل. وصلت الفرقة إلى نهر الليطاني الاستراتيجي، الذي يفصل الجزء اللبناني الذي يسيطر عليه حزب الله عن وسط لبنان، وشاركت الفرقة في مناوشات إضافية مع حزب الله حتى 27 أيلول.

وتتكون من وحدات: هيكل الفرقة 162 المدرعة والفرقة 162 المدرعة واللواء 37 المدرع "رام" (احتياطي) واللواء 84 مشاة "جفعاتي" واللواء 401 مدرع "آثار الحديد" واللواء 933 مشاة "نحال" والفوج 215 مدفعية "عامود هاش" / "عمود النار" والكتيبة 55 مدفعية "دراجون" رقم 55 (إم 109 "دوهر") والكتيبة 402 مدفعية "رشيف" (إم 109 "دوهر") والكتيبة 403 مدفعية "إيال" (احتياطي) (إم 109 "دوهر") وسرية اكتساب الهدف وكتيبة إشارة الفرقة.

وبالنظر إلى تكوين وحدات الفرقة 162 المدرعة، وجدنا أن إحدى وحداتها هي اللواء "ناحال 933″، وبالذهاب إلى معرفة تكوينات اللواء "الناحال اللواء 933″، وهو لواء مقاتل من ألوية سلاح المشاة النظامية في الجيش اﻹسرائيلي، وجدنا أن تعريفه كالتالي: لواء يرتدي جنوده قبعة خضراء فاتحة مع شعار سلاح المشاة، ويلبسون أحذية حمراء اللون، وشعار لواء الناحال يتكون من سيف ومنجل وقمح، وهذا يرمز إلى حماية العمل في اﻷرض والزراعة، واﻷسهم اﻷربعة تمثل الكتائب اﻷربع التابعة للواء، وقد تأسس لواء ناحال عام 1982، ويضم اللواء 4 كتائب وهي: كتيبة بازلت 50 وكتيبة شاخام 931 وكتيبة ناحال مشاة 932 والتي تعرف بقوات "جرانيت 932″، كتيبة الاستطلاع توبار (القوة الخاصة) 934.

حيث يتسلح اللواء ببنادق هجومية من طراز كاربين M4 أو M16، وقنابل من طراز (M203) وبنادق قنص من طراز ريمنجتن (M24) و(باريت M82A1) ومضاد للدبابات من طراز (لاو M72) (RBG7) ورشاش ماج ونيقب براوننج.. ومدفع قاذف للقنابل من طراز ساكو ديفنز (MK19) ومن طراز بكليبر 40 إم إم. وناقلات جند من نوع M113 وسيارات جيب محمية من طراز ستورم مصفح وهامر.

بات الآن لدينا تأكيد "جازم" بأن قوات الفرقة 162 الإسرائيلية والتي تضم قوات مشاة "ناحال 932" هي التي تتمركز الآن في معبر رفح من الناحية الفلسطينية، لكن كان يجب علينا مطابقة الصور الخاصة بالجنود الموجودين في معبر رفح، مع صور من قوات "ناحال 932" لمزيد من التأكد أنهم نفس القوات الموجودة في معبر رفح الفلسطيني.

في الصور المنشورة الخاصة بالقوات الإسرائيلية، في صالة معبر رفح، وجدنا خمسة جنود من الجيش الإسرائيلي يجلسون في صالة المعبر بجوار لافتة "بنك الإنتاج الفلسطيني" وأمامهم إحدى زجاجات المشروبات التي يتناولونها، طابقنا هذه الصورة بصورة موجودة على "إنستغرام" في حساب تحت اسم "גדוד ״גרניט״ 932 | Gdud Granit"، يعرف نفسه بالقول: "الصفحة الرسمية على الإنستغرام للكتيبة 932 "جرانيت"، وفي كتيبة "ناحال 932″، وقد وجدنا مئات الصور لكتيبة ناحال 932، بالفعل، وجدنا أحد الجنود الموجودين في معبر رفح، قد نشرت صوره على حساب "إنستغرام" في وقت سابق وتحتها كتب: "نظرة خاطفة إلى الداخل، أتيحت لنا الفرصة للحصول على لمحة بسيطة عن جنود الكتيبة الذين يواصلون تنفيذ مهمتهم باحترافية وتفان في قطاع رفح اعتنوا ببعضكم البعض واتركوا بسلام، في انتظاركم ودعمكم"، في إشارة واضحة إلى وجود نفس الجندي في معبر رفح الفلسطيني، وقد نشرت الصورة بتاريخ 13 أيار 2024.

وفي صور أخرى تم نشرها كذلك على نفس الحساب على إنستغرام، والمعروف باسم "الصفحة الرسمية لكتيبة جرانيت 932″، وجدنا نفس الصور المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان "قوات ناحال 932 مشاة" في معبر رفح، وتحتها كان التعليق: "كان لا بد أن نلقي نظرة بسيطة على جنود اللواء الذين يواصلون أداء مهمتهم باحترافية وتفانية في قطاع رفح، اعتنوا ببعضكم البعض واتركوا بسلام، في انتظاركم وتقويتكم".

هنا في المرحلة الأخيرة من التثبت بالفعل من أن القوات الإسرائيلية في معبر رفح هي قوات ناحال 932، كان التساؤل حول أهمية وجود قوات "ناحال مشاة 932" في معبر رفح الجانب الفلسطيني، والفرق بينها وبين إمكانية وجود قوات عسكرية بمدرعات وتسليح كبير؟ ولماذا اكتفت إسرائيل فقط بقوات مشاة على معبر رفح وقرب الحدود مع مصر؟

عدنا إلى اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل، والمعروفة باتفاقية السلام والتي أنجزت بوساطة أميركية في نهاية السبعينات من القرن العشرين، فوجدنا أن الاتفاقية أنهت الصراع بين مصر وإسرائيل، ورسم البروتوكول الملحق بالاتفاقية الحدود بين البلدين، وقسمها إلى أربع مناطق رئيسية تقع ثلاث منها في شبه جزيرة سيناء بالأراضي المصرية، وواحدة داخل إسرائيل تسمى المنطقة "د".

المنطقة "د" تمتد بعمق 2.5 كيلومتر من الحدود الإسرائيلية مع مصر، وتشمل كذلك الشريط الحدودي داخل قطاع غزة مع مصر. وكانت القوات الإسرائيلية تسيطر على الشريط الحدودي مع مصر داخل غزة بما يشمل المنطقة الحدودية المتاخمة للحدود المصرية والمعروفة بمحور فيلادلفيا التي تمتد بطول 14 كم، حتى انسحابها من القطاع بشكل أحادي عام 2005.

ومن ثم، تأكد لنا أن إسرائيل و"التزاماً" منها بنص بنود اتفاق فك الارتباط مع مصر، أرسلت قوات المشاة "ناحال 932" إلى معبر رفح، وسحبت كافة المدرعات التي دخلت في اليوم الأول من اقتحام معبر رفح في السابع من أيار 2024، وهي النتيجة التي أكدها كذلك سمير راغب، الضابط المصري السابق، في تصريحاته التليفزيونية مساء الإثنين، 13 أيار 2024، بأن إسرائيل تجنبت أو "قفزت" على تفاصيل بنود اتفاقية فك الارتباط مع مصر، من خلال إبعاد المدرعات والتسليح الثقيل، وأرسلت قوات المشاة فقط للسيطرة على معبر رفح.

كان وصول قوات الجيش الإسرائيلي إلى معبر رفح من الناحية الفلسطينية، وتمركز عناصر من كتيبة ناحال 932 فيها واتخاذ المعبر قاعدة عسكرية لهم، بعد عملية عسكرية قام بها مساء السادس من أيار 2024 بدأت بشن غارات جوية عنيفة ومتواصلة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بعدما أمر الجيش الاسرائيلي المواطنين الفلسطينيين، ومئات آلاف النازحين بـ"الإخلاء الفوري" للمناطق الشرقية للمدينة، مطالباً إياهم بالتوجه إلى منطقة المواصي؛ حيث نشر الجيش الاسرائيليخرائط للمناطق التي اعتبرها "منطقة عمليات" له في المناطق الشرقية للمدينة.

فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قرار البدء بعملية الإخلاء في رفح اتخذه مجلس الحرب الإسرائيلي باجتماعه قبل ايام ووفقاً لمصادر محلية، فإن فرقتين لدى الجيش الاسرائيلي جرى حشدهما في المنطقة الشرقية لمحافظة رفح.

في حين نشر ساعتها المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بياناً على حسابه على منصة "إكس" قال فيه إن "جيش الدفاع يوسع المنطقة الإنسانية في المواصي ويدعو السكان المدنيين الفلسطينيين للإجلاء مؤقتاً من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى المنطقة الإنسانية الموسَّعة، ويوسع المنطقة الإنسانية في المواصي والتي تشمل مستشفيات ميدانية وخيماً وكميات كبيرة من الأغذية والمياه والأدوية وغيرها من الإمدادات. كما يسمح بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية والدول الأخرى، بتوسيع رقعة المساعدات الإنسانية التي يتم إدخالها إلى القطاع".

كذلك قال أفيخاي أدرعي في بيانه على "إكس": "بناء على موافقة المستوى السياسي، يدعو جيش الدفاع السكان المدنيين القابعين تحت سيطرة حماس إلى الإجلاء المؤقت من الأحياء الشرقية لمنطقة رفح إلى المنطقة الإنسانية الموسعة. هذه العملية ستمضي قدماً بشكل تدريجي بناء على تقييم الوضع المتواصل الذي سيجري طيلة الوقت".

وفقاً لتقديرات الجيش الاسرائيلي، فإنه يوجد حوالي 100 ألف فلسطيني في المنطقة التي سيتم إخلاؤها في رفح، وصحيفة يديعوت أحرونوت أشارت إلى أن عملية الإخلاء الجزئي للأحياء الشرقية لرفح، جرت بموافقة المستوى السياسي، وهي عملية مؤقتة، وستتقدم بصورة تدريجية وفقاً لتقييمات الوضع المتواصلة.

في حين كشفت صور أقمار صناعية نشرتها وسائل إعلام، أن الجيش الاسرائيلي دفع بتعزيزات مكثفة شرقي مدينة رفح.

الصور التي التُقطت بتاريخ 3 أيار 2024، تظهر بدء تمركز حشود عسكرية إسرائيلية في 3 مواقع متقاربة، في قاعدة أميتاي العسكرية، وكيبوتس حوليت، وقرب منطقة كرم أبو سالم.

وفق تحليل الصور، توجد 150 آلية عسكرية إسرائيلية في قاعدة أميتاي، في حين تتمركز 20 آلية أخرى في كيبوتس حوليت، و120 آلية إسرائيلية بين حوليت ومعبر كرم أبو سالم.

كما تبين أن الجيش الاسرائيلي أنشأ خط إمداد لوجستي يمتد من قاعدة أميتاي إلى معبر كرم أبو سالم ثم يستمر الطريق إلى داخل قطاع غزة بالتحديد شرق رفح..

في سياق موازٍ، تتقدم القوات الإسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بهدف تدمير ما وصفه المسؤولون الإسرائيليون بآخر معقل كبير لحركة حماس. وفي هذه الأثناء، تدور معارك ضارية ضد الجماعة المسلحة في المناطق التي تم تطهيرها سابقاً في الشمال.

في حين صرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، لبرنامج "واجه الأمة" على شبكة سي بي إس أن أي غزو إسرائيلي لرفح "لن يكون مستداماً" بدون خطة ذات مصداقية لغزة ما بعد الحرب. وقال: "سيبقى الكثير من مسلحي حماس بغض النظر عما يفعلونه في رفح".

فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة قولها إن ما يقرب من 360 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال الأسبوع الذي أعقب إصدار إسرائيل أوامرها لسكانها المدنيين بالإخلاء.

وتقول إسرائيل إن عمليات الإجلاء ستحمي المدنيين من الوقوع في معارك تلوح في الأفق، بينما تقول جماعات الإغاثة إنه لا يوجد مكان آمن لهم للذهاب إليه.

يعتبر معبر رفح منفذاً بالغ الأهمية لمرور المساعدات إلى القطاع وإخراج المصابين في الحرب. ويشكل معبر رفح شريان الحياة الرئيسي بين العالم الخارجي وسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، فهو المنفذ الوحيد في القطاع الذي لا تديره إسرائيل؛ إذ أتاح، منذ بداية الحرب قبل سبعة أشهر، دخول الإمدادات الإنسانية ونقل المرضى إلى الخارج في ظل انهيار مرافق الرعاية الصحية، وفق ما قال تقرير نشرته وكالة "فرانس برس". وأفادت مصادر في مجال العمل الإنساني بأن تدفق المساعدات من المعبر توقف.

وأشار هشام عدوان، المتحدث باسم هيئة المعابر في قطاع غزة، إلى أن "الجيش الاسرائيلي يحكم على سكان القطاع بالموت بعد إغلاقه معبر رفح… إغلاق معبر رفح يحكم على مرضى السرطان بالموت في ظل انهيار المنظومة الصحية".

في حين تسيطر إسرائيل على جميع المنافذ البحرية والجوية إلى غزة وعلى معظم حدودها البرية وشددت إسرائيل القيود التي تفرضها على القطاع ليصبح حصاراً شاملاً بعد هجوم حماس عليها في السابع من تشرين الأول 2023 والذي رد عليه الجيش الإسرائيلي بشن حملة عسكرية واسعة على غزة.

ومع إغلاق المعابر الحدودية الإسرائيلية، أصبح معبر رفح الطريق الوحيد الذي يمكن لسكان غزة من خلاله مغادرة القطاع الساحلي الذي تبلغ مساحته 360 كيلومتراً مربعاً، كما بات محور الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات الإنسانية والسماح للمصابين وحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج.

وتوسطت قطر في اتفاق بين مصر وإسرائيل وحماس بالتنسيق مع الولايات المتحدة للسماح بعمليات إجلاء محدودة. وغادرت القطاع المجموعة الأولى من المصابين عبر معبر رفح في الأول من تشرين الثاني بعد حوالي ثلاثة أسابيع من بدء الحرب، تلتها الدفعة الأولى من حاملي جوازات السفر الأجنبية.

ولم تكن إسرائيل تسيطر بشكل مباشر على المعبر قبل الثلاثاء، لكنها كانت تراقب كل الأنشطة في جنوب غزة من قاعدة كرم أبو سالم العسكرية وعبر غيرها من وسائل المراقبة. وهذه أول عودة للقوات الإسرائيلية إلى معبر رفح منذ انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005.

بعد إعلان الحصار، فتحت إسرائيل تدريجياً المزيد من المعابر، وكان آخرها معبر إيريز في الشمال، في الأول من أيار 2024، والذي كان مغلقاً منذ تدميره خلال هجمات السابع من تشرين الأول.

وكانت إعادة فتح معبر إيريز واحدة من المطالب الرئيسية لوكالات الإغاثة الدولية للتخفيف من حدة الجوع الذي يعتقد أنه أشد وطأة بين المدنيين في الجزء الشمالي من القطاع، وقال مسؤول إسرائيلي في الأول من أيار إن من المستهدف إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى غزة يومياً.

وأعيد فتح معبر كرم أبو سالم، حيث تلتقي حدود إسرائيل وغزة ومصر، فيكانون الأول ومرت من خلاله منذ ذلك الحين أكثر من 14 ألف شاحنة مساعدات لغزة، وهو ما يزيد على حجم المساعدات التي دخلت من معبر رفح، وفقاً لبيانات الأونروا.

وأغلقت إسرائيل المعبر لأسباب أمنية بعد هجوم أعلنت حركة حماس في الخامس من أيار 2024 مسؤوليتها عنه وأسفر عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه سيُعاد فتح المعبر بمجرد أن يسمح الوضع الأمني ​​بذلك. كما وصلت كميات محدودة من المساعدات إلى غزة عن طريق البحر أو عن طريق الإنزال الجوي. وبدأت قوات أميركية في بناء رصيف بحري قبالة ساحل غزة في نيسان بهدف تسريع تدفق المساعدات إلى القطاع عندما يبدأ تشغيله في أيار.

اتهم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إسرائيل بالاستمرار في منع وصول مساعدات الأمم المتحدة إلى غزة. وقال في الخامس من أيار إن الوكالة سجلت 10 حوادث شملت إطلاق النار على قوافل الإغاثة وإلقاء القبض على موظفين بالأمم المتحدة وتأخيراً طويلاً عند نقاط التفتيش خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية مكلفة بتنسيق عمليات توصيل المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية، إنها تواصل تعزيز جهودها لزيادة المساعدات لغزة.

ودعا لازاريني حركة حماس والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف أي هجمات على المعابر الإنسانية والامتناع عن تحويل مسار المساعدات وضمان وصول المساعدات إلى جميع المحتاجين.

وخلّفت الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023، عشرات آلاف القتلى والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

اقترح تصحيحاً

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة