في انتظار أن يتوّج زيارته بلقاء يعقده مع الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، أجرى وزير الخارجية الإيراني بالوكالة، علي باقري كني، فور وصوله إلى لبنان، مروحة لقاءات مع عدد من المسؤولين، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث جرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة «على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان اضافة للعلاقات الثنائية بين البلدين»، وذلك بحضور الوفد الايراني المرافق والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني. كذلك زار باقري رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وتم خلال اللقاء البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في الجنوب والمنطقة.
وفي مؤتمر صحافي في السفارة الإيرانية ببيروت، أشار كني إلى «أنني اخترت لبنان كأوّل وجهة خارجية لي لأن العلاقة بين إيران ولبنان علاقة بين شعبين تربطهما علاقات قديمة شاملة في مختلف المجالات»، لافتاً أنّ «جذور التعاون بين إيران ولبنان محفورة في التاريخ وهو قائم بشكل مستمر».
واعتبر أنه «ليس بمقدور الكيان الإسرائيلي أن يفكّر في إلحاق أي سوء بلبنان العزيز ومقاومته الباسلة، والكيان الذي يتخبط في مستنقع غزة إذا كان لديه أدنى عقلانية لن يورّط نفسه مع المقاومة اللبنانية القوية». وأضاف أنه «خلال لقاءاتي مع المسؤولين اللبنانيين أكّدت دعم الجمهورية الإسلامية للبنان في مواجهة الكيان الإسرائيلي. وجدَّدت التأكيد على إرادة إيران الثابتة لتطوير التعاون الاقتصادي مع لبنان كما وجددت عرضها تزويد لبنان بالوقود».
هذا وتطرّق كني من بيروت إلى الواقع الإقليمي، فأعلن إلتزام إيران «بحُسن الجوار ودعم أمن المنطقة وتطويرها ورأى أنّ «السبب الرئيسي لعدم الأمن في المنطقة هو العدوان والإحتلال». كما اعتبر أنّ «عملية الوعد الصادق أثبتت أن إيران تملك الإرادة والقدرة على التصدي لعوامل زعزعة الإستقرار في المنطقة». تابع: «إذا كان الأميركيون صادقين فبدل تقديم خطة لوقف الحرب في غزة عليهم قطع المساعدات للكيان الإسرائيلي وعندها لن يكون لديه أدوات لارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين وستنتهي الحرب تلقائيّاً». وأردف باقري كني أنّ «الكيان الإسرائيلي الذي يتمتع بدعم أميركي تورط منذ 8 أشهر في مستنقع غزة المُحاصرة ويبحث عن مخرج من هناك».
وكان باقري عقد مع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب اجتماعاً ثنائياً مطوّلاً أعقبه اجتماع موسع بحضور الوفد المرافق وكبار موظفي الوزارة. وأكد بو حبيب له «على موقف لبنان الرافض للحرب»، شارحاً «التصور اللبناني لايجاد حلول مستدامة تعيد الهدوء والاستقرار إلى الجنوب من خلال سلة متكاملة تضمن التطبيق الشامل لقرار مجلس الامن 1701». وقال: «تطرقنا إلى وضع غزة والأفكار والمبادرات الاخيرة حول ضرورة وقف الحرب في غزة، وإنسحاب اسرائيل من القطاع، وتبادل الأسرى. وكان هناك تطابق في وجهات النظر حيال المخاطر الناجمة عن إستمرار الحرب على غزة، والجرائم المتواصلة بحق الفلسطينيين، مما يقوّض فرص السلام العادل والشامل في المنطقة. وشدد معالي الوزير على حرص بلاده على استقرار لبنان».
من جهته، تحدّث باقري عن «تشاور وتعاون مستمرّ» بين المسؤولين في ايران والمسؤولين في لبنان «خاصة مع وزير الخارجية وغيره»، وقال: «لطالما كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية تهدف إلى دعم الإستقرار والامان والامن والتقدّم في لبنان، ولم تأل جهداً الّا وبذلته من اجل تعزيز تقدم ورفاهية الشعب اللبناني». واعتبر أنّ العلاقة «الوثيقة» بين بلاده ولبنان «هي مؤشر رئيسي للاستقرار في المنطقة، كما أن المقاومة هي أساس الاستقرار والثبات في المنطقة»، لافتاً إلى أنه «كنا متفقين على وجوب أن تتبنّى جميع دول المنطقة خاصة الدول الاسلامية حركة مشتركة لغرض التصدّي للعدوان الاسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني، خاصة في رفح، وتوافقنا على مبادرة تتمثل في عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي كمقترح مشترك يمكننا من اتخاذ خطوة حازمة جماعية في هذا الصدد».
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News