"ليبانون ديبايت"
طرح إعلان الموفد الأميركي آموس هوكستين حول الإتفاق الأمني الحدودي بين لبنان وإسرائيل والجانب المتعلق فيه بملفي الطاقة والنفط، أكثر من تساؤل حول المقاربة الأميركية لموضوع الثروة النفطية، خصوصاً بالنسبة لهوكستين، عرّاب اتفاق الترسيم البحري، وذلك بعدما ترافق هذا الطرح مع موقف مستجد لشركة "توتال" حمل عنوان الطاقة وليس النفط والغاز.
وتناقش خبيرة النفط والغاز في منطقة الشرق الأوسط لوري هايتيان، أبعاد ودلالات المشروع الأميركي، حيث تشير في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، إلى أن هوكستين كان واضحاً في طرحه حول الإتفاق الأمني المرتقب للوضع الحدودي، إذ أنه تطرق إلى ترتيبات أمنية على جانبي الحدود مع إسرائيل، بالتوازي مع الحديث عن حوافز إقتصادية واستثمارات في مجال الطاقة، كونه مسؤولاً عن ملف الطاقة في الإدارة الأميركية، وصولاً إلى ترسيم الحدود البرية فيكون بذلك هوكستين أقفل الملف الحدودي وأنهى المواجهة العسكرية، بعدما أقفل الملف النفطي، وذلك بحكم الأمر الواقع.
لكن الأخطر في الإتفاق المطروح، تكشف هايتيان أنه لن يدوم أكثر من أشهر معدودة، وهي المرحلة اللازمة لتقطيع الإنتخابات الرئاسية الأميركية، لأن الإدارة الجديدة، قد تعيد النظر بهذا الإتفاق.
وبالتالي، تؤكد الخبيرة هايتيان، أنه وكما جرت العادة، سيستغل هوكستين عامل الوقت، كما فعله عند العمل على اتفاق الترسيم البحري، حيث أنه ضغط لتمرير الإتفاق قبل مغادرة الرئيس السابق ميشال عون وقبل نهاية عهده، فهو اليوم يضغط من أجل تمرير الإتفاق المذكور قبل رحيل الرئيس جو بايدن، لأنه إنجاز كبير لبايدن قبل الرحيل، علماً أن إقفال الملف بين لبنان وإسرائيل يعني من وجهة النظر الأميركية "إتفاق سلام" بعد تذليل كل المسائل الخلافية الحدودية في البر بعد البحر، ولو أن هذه التسمية لم تُطلق على "مشروع هوكستين للإتفاق الأمني الحدودي".
أمّا بالنسبة لملف النفط والغاز، فتذكر هايتيان أنه عندما صدرت النتائج السلبية بالنسبة للبلوك "9" بعدما أعلنت شركة "توتال" عدم وجود غاز في البئر الذي حفرته، صودف أن هوكستين كان في لبنان، وقد أعلن في حينه عن استمرار الدعم الأميركي لملف النفط والغاز والطاقة في لبنان.
وتشير هايتيان إلى أن "توتال" و"قطر للطاقة"، الشريكين في اتفاق ترسيم الحدود البحرية، تعلنان عن الإستثمار في الطاقات المتجددة في الوقت الذي تغيب فيه الإستثمارات الخارجية، وذلك كبديل عن النفط والغاز.
إلاّ أن كل هذا الكلام يأتي في سياق "العراقيل" الهادفة لتحويل الأنظار عن الثروة النفطية من قبل الشركات أو من قبل هوكستين، تضعه هايتيان، في إطار التأكيد على الحديث اللبناني عن "حصار أميركي" يمنع استثمار الثروة النفطية اللبنانية.
والأهمّ لدى اللبنانيين، تقول هايتيان إن "صفقة" اتفاق الحدود بين لبنان وإسرائيل مقابل حوافز واستثمارات في قطاع الطاقة، سيؤدي إلى "تعويم" الطبقة السياسية الحالية التي ستوافق على الإتفاق المطروح من هوكستين، والذي تهدف من خلاله واشنطن إلى إنهاء المواجهات وإقفال الباب بشكلٍ حاسم أمام أي حرب في الجنوب، كما يلغي أي احتمال للتوتر على الحدود الجنوبية في المستقبل.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News