"ليبانون ديبايت"
لا تزال إسرائيل حتى اللحظة، وعلى الرغم من توسّع المعارك في جنوب لبنان، وممارساتها في الإستهدافات الأخيرة، تتجنّب التصعيد بانتظار التسويةٍ، ما لا يؤكد أو ينفي احتمال الحرب المفتوحة، والتي يمكن أن تكون شرارتها قصفاً أو غارةً توقع مجزرة في صفوف المدنيين، وهو ما يبدو أن إسرائيل تتجنّبه، كما يلاحظ المحلل والإستشاري في ديمومة الإعلام داوود ابراهيم.
ولكن في حال صعبت التسوية وتعطل المسار التفاوضي وعادت البرودة على خط التواصل الأميركي - الإيراني مع تسلل عدوى العجز إلى إدارة جو بايدن مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية، فإن الكاتب والمحلل ابراهيم، لا يستبعد في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن تكون الحرب "آخر الخيارات"، وذلك من دون إغفال حجم الضغط الذي تعيشه إسرائيل بفعل أزمة النزوح من الشمال، والشلل المالي والإقتصادي في الداخل بفعل استمرار الحرب في غزة وفي ظل الإستنفار العسكري وخطط الطوارى وتراجع الإستثمارات، لا بل حملات المقاطعة والدعوات إلى وقف التعاون مع المؤسسات الإسرائيلية.
ويشدد ابراهيم على أن إسرائيل "المنهكة"، لا تحتمل فتح حرب أخرى مع "حزب الله"، في ضوء ما يملكه الحزب من قدرات وبنك أهداف معلن يغطي كل خريطة الكيان الإسرائيلي، مع ما يعنيه هذا الأمر من تدمير وأضرار لن توفّر أي قطاع، خصوصاً وأن الحزب أجاد لعبة الحرب النفسية من خلال ما أظهره من قوة تدميرية وحرق لبعض الأراضي قبالة الحدود اللبنانية، كما من خلال الصور التي نشرها عمّا عاد به "الهدهد" من صور لأهداف عسكرية واقتصادية وطاقوية.
وعن الترابط ما بين جبهتي الجولان وجنوب لبنان في حال اتساع الحرب، لا يتوقع ابراهيم تأثيراً كبيراً لجبهة الجولان، في ظل ما يعانيه الجيش السوري من خسائر وتراجع في قدراته، كما لا يمكن إغفال الدور الروسي الذي يرفض تغطية اي رد عسكري سوري على إسرائيل، ولا تبدو دمشق في وارد فتح معركة وهي لم تتعاف بعد من الخسائر التي ألمّت بها، كما أن التقارير تفيد أن محاولات حزب الله السابقة لإنشاء خلايا مقاومة داخل الجولان السوري المحتل، لم تكن ناجحة، وبالتالي الرهان سيبقى على العراق واليمن كظهير للمقاومة في لبنان، وفي الخلفية تبدو طهران جاهزة للتدخل في حال شعرت بخطر وجودي قد يلحق بالحزب.
وحول المعلومات عن صيغة اتفاق حدودي أنجزها الوسيط الأميركي آموس هوكستين وتنتظر وقف النار، يكشف ابراهيم عن أنه مع ترجيح دخول الإدارة الأميركية الحالية في فترة السبات قبل موعد الإنتخابات، ستنعدم أهمية وساطة هوكستين، مع العلم أن أي اتفاق دولي سيحتاج لوجود رئيس جمهورية منتخب لرعايته والخوض في تفاصيله ومناقشته قبل التوقيع عليه، ولا يبدو أن لبنان سينتخب رئيساً غداً ولا في موعد قريب. لذا فالإدارة الأميركية الجديدة هي التي ستكون معنيّة بمتابعة هذا الملف".
وبالتالي، فإن ابراهيم يجزم بأن "لا ترسيم ولا من يحزنون"، معتبراً أنه إذا كانت الظروف التي توافرت في ظل وجود جو بايدن في سدة الرئاسة وانفتاحه على تسوية مع إيران وقدرته على لجم بنيامين نتنياهو لم تثمر في هذا المجال، فلا يمكن الرهان على من سيأتي بعده، خصوصاً في أشهر ولايته الأولى، وان كان دونالد ترامب هو الذي سيحلّ في البيت الأبيض فإن المسألة لا بدّ ستصبح أكثر تعقيداً.
وفي ضوء ما تردد عن تقاطع بين واشنطن وطهران، قد يسمح بتمرير اتفاق حدودي، يرى ابراهيم أن "تقاطع واشنطن – طهران، وإن صحّ أنه وصل إلى مرحلة متقدمة أكثر من ضبط جبهة جنوب لبنان، فمن المؤكد أنه تقاطع لن يستمر مع انتهاء ولاية بايدن وتراجع حظوظه وسطوع نجم ترامب العائد من محاولة اغتيال، ومن سيستثمر محاولة اغتيال ترامب أفضل من نتنياهو؟".
ويستخلص بأن الواقع أكثر تعقيداً مما يبدو، إذ أن ما ارتكبته إسرائيل من مجازر، لا يمكن أن تتخطاه الشعوب والأنظمة بسهولة وكأنه لم يكن، ولا يستطيع أحد أن يستكمل مسيرة السلام مع إسرئيل من حيث توقفت، حيث أن ما حصل في غزة سيبقى ماثلاً كعقبة كأداء في وجه أي محاولة لإحياء مبادرة سلام من هنا أو تسوية من هناك.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News