"ليبانون ديبايت"
سيناريوهات متعددة يجري التداول بها عن حتمية رد حزب الله على الاستهداف الخطير لأحد قياداته ومنطقته الحصينة في قلب الضاحية الجنوبية، حيث يعتقد البعض أن هذا الردّ سيذهب بالمنطقة إلى حرب شاملة لا سيما بالتزامن مع التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على أراضيها، فما هي السيناريوهات المرجّحة للرد وماذا عن تداعياتها؟
يلفت الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد فادي داوود، إلى أن "الرد سيكون تحت سقوف وضوابط أُعلن عنها بالامس، والضوابط التي فرضت على الاسرائيلي:
-أولاً ما يحترم المصالح الكبرى لمرجعيات الكيان، وبالتالي يجب على الرد أن لا يدفع إلى دحرجة الأوضاع في الشرق الأوسط إلى ما هي أسوأ بمعنى أن تحافظ على مستوى السوء الذي تقف عنده.
-أن لا يسيء الرد إلى صورة حزب الله لأن الاسرائيلي أوعز إلى سفاراته في العالم لاأذ الحيطة والحذر مخافة من أن يكون الرد على أحد السفارات، لكن الحزب أوقف هذا الامر منذ سنوات طويلة لأنه أراد أن ينزع عن نفسه صفة الإرهاب التي ألصقها به الاسرائيلي، فلم يعد يقوم بأعمال كهذه في دول العالم بل حصرها في الأراضي المحتلة التي لديه مبرر منطقي للضرب فيها لذلك من المستبعد الرد في السفارات ، وسيبقى الرد ضمن مساحة الاشتباك.
- فرضية أن الرد سيكون عبر صواريخ يرسلها حزب الله إلى شمال الأراضي المحتلة لن يكون متناسباً مع حجم الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية، لذلك سيلتزم الحزب بالمعادلة التي إنتهجها في السابق أي الرد بالمثل أي (قصف مطار يقابله قصف مطار ) وحتى لا يكسر هذه المعادلة سيذهب إلى تنفيذ عملية شبيهة بالعملية التي تعرض لها، فيقوم بعملية نوعية أي اختيار أهداف دقيقة مؤلمة ولا تتسبب بدمار شامل أي نفس الضوابط التي يحترمها الطرفين.
- أما أين ممكن أن يرد فبالتأكيد في الداخل الاسرائيلي الاوسع، حيث من الممكن أن يستفيد الحزب من قوة حماس البشرية في الداخل مضافاً إليها خبرته وقدراته فيقوم أحد عناصر حماس أو الجهاد بتنفيذ العملية أو ربما عبر عنصر له في الداخل الاسرائيلي يمكن أن يمر بدون أن يتعرف إليها الاسرائيليون، فهذه إحدى الاحتمالات المرجحة جداً للتنفيذ بالمستوى نفسه للعملية الاسرائيلية على الضاحية".
ويرى أن "إحتمالات الردود هذه لا تؤدي إلى جر المنطقة لحرب موسعة وشاملة، لا سيما أن المصالح الكبرى ترعى الضوابط، مذكراً بأن من استهدفوا في العملية الاسرائيلية لا يرتقون بسلم المسؤوليات إلى مستوى قاسم سليماني ،حيث جاء الرد على اغتياله ضمن ضوابط المصالح الكبرى".
ويشير إلى أن "المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الامام علي خامنئي أخذ قرار باتجاه حكومة منفتحة على الغرب لأن الاصلاحيين سيقومون بالانفتاح على الغرب وما كانوا ليتولون المسؤولية لو أراد المرشد عكس ذلك، لذلك فإن الخط الذي بدأه يلزمه برد لا يغير السياسة العامة للخط الذي ينتهجه لأنها مرتبطة بالتفاهم النووي الايراني".
ويذكّر داوود، بما كان يقوله منذ بداية معركة طوفان الأقصى، أن "لا حرباً شاملة ولا توسعة لبقعة الاشتباك بل ستبقى في إطارها المضبوط لأسباب عديدة، حيث لا يريد أحد الحرب الشاملة وليس لدى أحد من الأطراف كلفتها أو حتى للمواجهة الكاملة".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News