"ليبانون ديبايت"
شبّه كثيرون اختيار قائد كتائب القسام يحيى السّنوار رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس بطوفان أقصى ثانٍ، فهذا الرجل الذي قاد الطوفان الأول وبالتالي فإن اختياره أحبط كل الأهداف الإسرائيلية بالقضاء على حركة حماس وشرذمتها، ورسم خطاً بيانياً لمسيرة المعارك بموازاة جبهات الإسناد التي تتوعّد إسرائيل بالرد القاسي على استهداف قادتها وخرق سيادتها.
ويعتبر مسؤول العلاقات العامة لحركة حماس في لبنان محمود طه في حديث إلى "ليبانون ديبايت", أن انتخاب رئيس لحركة حماس بهذه السرعة واختيار يحيي السنوار خليفة للشهيد الراحل اسماعيل هنية هو يدلّ قوة وتماسك حركة حماس في هذه الظروف الصعبة، ورد طبيعي على المتربّصين في القضية الفلسطينية والمراهنين على أنه بعد اغتيال هنية يمكن أن تضعف حركة حماس وتتنازل وتتراجع، ولكن الحركة لا زالت قوية والدليل الواضح أنها اختارت من هو موجود في قطاع غزة ويتعرّض للقصف مع شعبه يومياً منذ عشرة أشهر.
ويذكّر أن السنوار المطلوب رقم واحد عند العدو الإسرائيلي واختياره اليوم لرئاسة الحركة هو تحدٍّ كبير للعدو وللعالم المتعجرف والمتكبّر والذي يتآمر على ذبح الشعب الفلسطيني، وقد جاء في هذه المرحلة الدقيقة لإكمال مشوار القائد اسماعيل هنية والسير بخطى والنهج والطريقة.
أما عن كيفية إدارة المفاوضات في حال استئنافها لا سيّما أن السنوار محاصر في غزة، يوضح في هذا الإطار أن حركة حماس حركة كبيرة وشورية ولديها كوادر في الداخل والخارج وليس شرطاً أن يفاوض رئيس الحركة مباشرة مع الوسطاء، ويرجح أن يتم في الأيام القادمة انتخاب نائب لرئيس الحركة، خليفة لصالح العاروري الذي اغتاله العدو الإسرائيلي قبل أشهر، وممكن عندها أن يتلسّم هذا الملف أو يمكن لأي شخصية قيادية أن تكلّف بمتابعته، فليس من مشكلة في كيفية إدارة المفاوضات من جانب حماس.
ويذكر أن هناك لجنة خاصة بالمفاوضات وهناك شخص معني مباشرة بهذا الأمر وبالطبع أي طرح ستعود به اللجنة إلى القيادة من أجل اتخاذ أي قرار في هذا الإطار، فليست بالمشكلة الكبيرة بالنسبة إلى حماس.
وهل من أمل بعودة هذه المفاوضات بعد التطورات الخطيرة التي حصلت؟ ينبّه طه أن من قضى على المفاوضات وقتل الرجل الذي هو الركيزة الأساسية للمفاوضات كان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، وباغتيال هنية قصد نتنياهو قتل المفاوضات والقضاء عليها، فليس حركة حماس من بادر إلى إنهاء المفاوضات بل نتنياهو بجريمة الإغتيال، ويكرّر ما قاله سابقاً بأن الحركة تريد وقفاً لإطلاق النار ووقف العدوان وأحال المساعدات وإعادة الإعمار.
ويتّهم الإدارة الأميركية بإنها وراء ما يحصل لأنها تدعم العدو في بكل الإمكانات العسكرية والسياسية، فإذا كان العدو جاد في المفاوضات وأراد أن يستجيب لمطالب المقاومة، فإن المقاومة بالتالي لن تتردد في موضوع المفاوضات لكن العقبة الأساسية عند نتنياهو.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News