"ليبانون ديبايت"
تتصاعد التداعيات الخطيرة للحرب على الجبهة الجنوبية وتطغى على ما عداها من حراك سياسي ودبلوماسي وملفات وعناوين وزيارات لموفدين غربيين حالية ومرتقبة، في مسارٍ منفصل عن مسار الحرب في غزة والضفة الغربية.
وإزاء هذا الواقع، يجد المحلل السياسي والإستشاري في ديمومة الإعلام داوود ابراهيم، أن "مشهد الحرب سيستمرعلى حاله، طالما أن لا تسوية حقيقية تلوح في الأفق ولا قدرة لأحد على لجم الوحش الإسرائيلي، حيث أن الوصول إلى مرحلة الإستقرار الحقيقي، قد يكون صعباً في الوقت الحالي، ما لم يتمّ التوصل إلى تسوية في المنطقة تقوم على مبدأ إيجاد حل للقضية الفلسطينية بما يرضي الفلسطينيين أنفسهم".
ويؤكد المحلل ابراهيم في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، أن هذه القراءة ليست بتحليل إنما هي واقع يستند إلى وجود ملايين الفلسطينيين في المنطقة بلا وطن، ووجودهم، أكان تحت الإحتلال أو في الدولة المجاورة حدودياً يعني أن المسار طويل.
وأمّا لجهة التصعيد جنوباً، فيستبعد ابراهيم التدحرج نحو الحرب بشكل جديد ومفتوح أو من دون ضوابط، ذلك أن المسألة "ليست نزهة، بالنسبة لكل الأطراف، لأنه لو كانت إسرائيل بوارد توسيع الجبهة وإشعالها لتصل إلى حرب شاملة، لكانت استغلت إعلان حزب الله عن استهداف قاعدة عسكرية عند ضواحي تل أبيب".
وبالتالي، لا يبدو "التصعيد الأوسع وارداً في الأفق القريب، وربما تكون مقاربة ملف الحرب، تأتي من زاوية أن الوضع الحالي أفضل من الذهاب إلى حرب مدمرة"، وفق داوود الذي يعتبر أن المسألة المطروحة الآن، قد تكون عن "قدرة جيش الإحتلال الإسرائيلي على الإستمرار لفترة أطول في هذه الوضعية وقدرة الإقتصاد الإسرائيلي على مواجهة الضغوط والخسائر والضربات المتصلة بالعقود والإتفاقيات التي تمّ تعليقها أو حتى مواجهتها للإلغاء، كما أن أزمة النزوح من الشمال والرهائن لا بدّ أن تبلغ مرحلة متقدمة من الغليان".
وعن الإنقسام الداخلي إزاء هذه الحرب، لا يُخفي داوود أن "الخطاب الطائفي في لبنان، بات من ضمن عدّة الشغل لشدّ العصب عند كل استحقاق، ومن الواضح اليوم أن المسألة تتصل أكثر ما تتصل بالوضع في الجنوب وبملف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة، حيث يحاول البعض الإيحاء بأن لتوقيف سلامة أسبابه الطائفية في محاولة لشد العصب والإيحاء بوجود خطوط حمر تحول دون تحقيق المحاسبة، وكذلك الحال في موضوع الوضع جنوباً وتصوير فريق طائفي كانّه يأخذ البلد إلى حرب لا يريدها فريق طائفي آخر، وفوق هذا وذاك هناك قضية الإنتخابات الرئاسية."
ورداً على سؤال حول الملف الرئاسي والحراك الدبلوماسي الحالي على مستوى سفراء "الخماسية"، يقول ابراهيم إنه "يبدو واضحاً أن لا خرق في الأفق، وإن كل ما تحاوله اللجنة الخماسية هو تقطيع الوقت والإيحاء بوجود مسعى ومحاولات حتى لا يبدو الأمر وكأنه قد انتهى".
ويكشف داوود نقلاً عن أحد المعنيين بهذا الحراك، أن "كل ما يحصل هو رمي الحجارة في البركة لعل بعض الدوائر التي تولّدها، يمكن أن تدفع بالداخل إلى خطوات لتسهيل إمرار هذا الإستحقاق، وإلاّ فنحن أمام فراغ سيطول إلى ما بعد إجراء الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وتسلّم الرئيس المنتخب لدفة القيادة في واشنطن والتي لن تكون قبل بداية العام المقبل".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News