"ليبانون ديبايت"
ما أن بدأت الحرب بهذا الشكل الموسّع حتى بدأت الهواجس المالية تقلق اللبنانيين عن احتمال تفلّت سعر الصرف بحجة تأمين المساعدات للنازحين وبالتالي المس بالإحتياط في المصرف المركزي. لكن ما حقيقة هذا الأمر؟ وما هي المغالطات التي يذهب البعض إلى ترويجها؟
يشير الباحث المالي والإقتصادي دكتور محمود جباعي، في حديث لـ "ليبانون ديبايت"، إلى أنّه "في ظلّ توسع العمليات الحربية وتصاعدها في الجنوب، بات السؤال الذي يشغل بال اللبنانيين ما هو مصير سعر الصرف لا سيّما في ظل وجود كلام حول أن الحكومة اللبنانية ستصرف فيها الوارد بالليرة اللبنانية".
وفي هذا الإطار، يلفت جباعي إلى أن "اليوم ليس هناك من أي خوف يتعلق بموضوع سعر الصرف حيث أن المصرف المركزي عقد عدة إجتماعات وهي تزال مستمرة في المجلس المركزي، حيث حصل إتفاق واضح بين الحاكم بالإنابة الدكتور وسيم منصوري، والمجلس المركزي بالإجماع على تنفيذ كافة الإجراءات الطبيعية واللازمة للمحافظة على الإستقرار النقدي والذي ارسته السياسة المتبعة منذ فترة طويلة، والتي تعتمد على مراقبة حركة الكتلة النقدية لليرة اللبنانية وعلى قدرة المصرف المركزي على زيادة الإحتياط أو الموجودات بالعملة الأجنبية".
ولكن ما السيناريو المالي المنتظر في حال توسّع الحرب؟ يؤكد جباعي أن "المصرف المركزي متفق مع الحكومة على أن تتمكن من صرف كافة أموالها الموجودة بحساب 36، عندما تريد سواء بالليرة أو بالدولار، مما يؤدي إلى عدم تأثر سعر الصرف بسبب تواجد إتفاق على آلية العمل وكيفية تدوير الكتلة النقدية بالليرة وفق الحاجة واللزوم من دون التأثير على حاجات الخطة والمواطنين، وهذا الأمر لن يؤثر على سعر الصرف، لأن المصرف المركزي وضع الحجر الأساس للمحافظة على هذا الإستقرار المبني على أسس تمكنه من التفوق بشكل عالٍ جدا وموجوداته بالدولار العالية جدا، مذكراً بأن الموجودات أصبحت اليوم 10 مليار و400 مليون دولار بعد أن كانت 8.5 مليار دولار قبل عام تقريبا، أي أن الاحتياط ارتفع في عام واحد حوالي مليار و 890 مليون تقريبا".
ووفق هذه المعطيات، يؤكد جباعي أنه "لدينا إستقرار نقدي راسخ في المرحلة القادمة وليس هناك من خوف، والليرة مستقرة بفعل إجراءات المصرف المركزي والذي لا يزال ينتهج ذات السياسة وليس هناك خوفا من أي مخاطر".
حتى أن تطبيق الخطة الحكومية لن تشكل خطراً، برأي الدكتور جباعي، في حال قررت تنفيذها وتستطيع أخذ الأموال باللحظة التي تجدها مناسبة ومن أجل إستعمالها في ملف النازحين في لبنان والجنوب، أي أن مصرف لبنان سيقوم بكامل دوره بالتعاطي مع الحكومة والتي هي أيضا بإستطاعتها القيام بدورها وفق الأموال الموجودة في هذه المرحلة، مما يؤكد أنه ليس هناك من خوف على أي إهتزاز لليرة وأي موضوع نقص في حاجات المواطن.
ويكرّر بأن الحكومة بإستطاعتها تنفيذ الخطة التي وضعتها والمصرف المركزي متعاون معها وهناك نوعا من التماهي وإتفاقا واضحا بين وزارة المال والمصرف المركزي والحكومة على كيفية صرف هذه الاموال من دون أي تأثير على الإستقرار النقدي، ولاحقا حسب مؤشرات الأحداث تتبين الأمور أكثر حول كيفية دفع هذه المبالغ وتقديم الخدمات لأهلنا وناسنا من قبل الحكومة.
ويشدد جباعي، على أن "خطة الحكومة يجب أن تظهر بمساعدات لأهالي الجنوب الذين نزحوا بمئات الألاف وتوفير الخدمات الصحية والطبية والعينية وقيام الحكومة بواجبها، لا سيّما أنه لديها مبالغ تقدر ما بين 400 إلى 500 مليون دولار فريش ولديها أيضا بالليرة اللبنانية مبالغ كثيرة بإمكانها إستعمالها وتقدر قيمتها بالدولار بأكثر من 2 مليار دولار تقريبا لكن بالليرة بإمكانها إستعمالهم بالوقت المناسب".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News