المحلية

الخميس 26 أيلول 2024 - 01:27

إسرائيل وحزب الله.. هل تستطيع إسرائيل التوغل البري في لبنان؟

إسرائيل وحزب الله.. هل تستطيع إسرائيل التوغل البري في لبنان؟

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأربعاء استدعاء لواءي احتياط، في وقت صرح فيه قائد المنطقة الشمالية بأن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة في حملتها ضد حزب الله، مطالباً بالاستعداد للدخول في مناورة برية. تأتي هذه التصريحات وسط تصعيد مستمر في القصف بين إسرائيل وحزب الله منذ ثلاثة أيام، أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 شخص وإصابة حوالي 2000 آخرين في لبنان، وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

في الوقت ذاته، أعلن حزب الله أنه نفذ ضربات صاروخية استهدفت مقر الموساد شمال تل أبيب، كما قصف مصنعاً للمواد المتفجرة في زخرون (جنوبي حيفا) وعدة مستوطنات في الجليل.

استدعاء جيش الاحتلال لواءي احتياط يُنظر إليه على أنه محاولة لنقل الثقل العسكري إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله. ويفتح هذا التساؤلات حول إمكانية تصعيد الصراع إلى حرب شاملة. ويقول الخبير الأمني والعسكري أسامة خالد في حديثه للجزيرة إن الجيش الإسرائيلي حول الجبهة مع لبنان إلى ساحة المواجهة الرئيسية، ما يعكس تراجع التركيز على جبهة قطاع غزة. ويضيف أن استدعاء الاحتياط يشير إلى إصرار المستوى السياسي والعسكري على تنفيذ خطة "الحزام الأمني" على الحدود مع لبنان، بهدف إرجاع قوات حزب الله خلف نهر الليطاني وخلق واقع سياسي وأمني جديد.

كما يوضح خالد أن استدعاء الاحتياط في إسرائيل يتم وفق لوائح محددة تُفعّل في حالات الطوارئ. ويشير إلى أن المجتمع الإسرائيلي يضغط باتجاه شن حرب على لبنان للتخلص من خطر حزب الله، خاصة بعد شعورهم بالتهديد الوجودي عقب هجوم "طوفان الأقصى" الذي أثر بعمق في العقل الإسرائيلي.

التوسع في القصف واستدعاء الاحتياط يعكسان رغبة إسرائيل في تحقيق منطقة آمنة على الحدود مع لبنان، لكن السؤال الأهم هو: هل تستطيع إسرائيل تنفيذ توغل بري ناجح؟ يقول إيهاب جبارين، المختص في الشأن الإسرائيلي، إن هناك عدة معطيات تؤثر على قرار التوغل البري. أولاً، إسرائيل تدرك جيداً دروس حرب عام 2006، حيث كانت قوة حزب الله تكمن في مواجهاته البرية. ثانيًا، نجاح التوغل البري يعتمد على ما إذا كانت إسرائيل قد جمعت معطيات جديدة تمنحها الأفضلية في مواجهة حزب الله هذه المرة. ثالثًا، هل تغيرت قدرات حزب الله منذ عام 2006 أم أن الحزب قد طوّر وسائل جديدة لردع الاحتلال؟

ويرى جبارين أن إسرائيل تشعر بفائض قوة يدفعها للتصعيد، لكن إستراتيجيتها تعتمد على تقييم النتائج تدريجياً وجس نبض مدى جاهزية حزب الله. لم تخضع هذه الجاهزية للاختبار منذ حرب 2006، ولهذا ستبني إسرائيل خطواتها التالية بناءً على نتائج قصفها الجوي.

ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا أن استدعاء الاحتياط يعكس استعداد إسرائيل للسيناريو الأسوأ. وفي حديثه للجزيرة، يقول حنا إن استدعاء لواءي احتياط هو رسالة لحزب الله بأن إسرائيل مستعدة لتصعيد أكبر، ويأمل أن يؤدي ذلك إلى قبول حزب الله بالتفاوض. ومع ذلك، يعتقد حنا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يدخل في معركة برية، لأن ذلك يمنح حزب الله الأفضلية.

على النقيض، يرى أسامة خالد أن استدعاء فرقة 98 المظلية وقوات احتياط أخرى يعني أن الدخول البري ممكن في أي لحظة، خاصة مع استمرار سياسة "الأرض المحروقة" التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي لفتح الطريق أمام القوات البرية.

أما عن قدرات حزب الله، فقد أعلن الحزب اليوم الأربعاء استهدافه مقر الموساد بصاروخ باليستي "قادر 1"، كما واصل استهداف مستوطنات الجليل. ورغم الأضرار التي لحقت ببعض هياكل القيادة والسيطرة في حزب الله، فإن تأثير هذه الضربات الإسرائيلية لم يظهر بوضوح حتى الآن، بحسب هايكو ويمن، مدير مشروع لبنان في مجموعة الأزمات الدولية.

ويرى العميد الركن هشام جابر أن حزب الله لم يستخدم بعد كامل قوته، وأنه يلتزم بالصبر الإستراتيجي، لكنه قد يلجأ إلى مفاجآت عسكرية إذا استمرت إسرائيل في تصعيدها.

ويبدو أن المواجهة بين إسرائيل وحزب الله قد تدخل مرحلة جديدة من التصعيد، حيث تستعد إسرائيل لإمكانية التوغل البري في لبنان، بينما يستمر حزب الله في الحفاظ على قوته العسكرية دون الكشف عن كل قدراته.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة