كثّف "حزب الله" في الآونة الأخيرة هجماته على عدة مناطق إسرائيلية مستخدماً الصواريخ والطائرات المسيّرة، كان أحدثها استهداف معسكر تدريب لواء النخبة "غولاني" في منطقة بنيامينا، بالإضافة إلى إعلانه عن استهداف قاعدة بحرية قرب مدينة حيفا. هذه التطورات دفعت البعض للتساؤل: هل استعاد "حزب الله" توازنه في مواجهة إسرائيل؟
في حديث لقناة "سكاي نيوز عربية"، قال الخبير في شؤون الأمن القومي اللواء محمد عبد الواحد إن "الضربات الأخيرة التي نفذها حزب الله، وقبلها الضربات الإيرانية، غيّرت ديناميكية الصراع في المنطقة، وكشفت خللاً في منظومة الردع الإسرائيلية، مما أظهر ضعفاً في النظام الأمني الإسرائيلي". وأضاف عبد الواحد أن "الاستراتيجية الإيرانية واستراتيجية حزب الله متشابهتان من حيث الالتزام بقواعد الاشتباك وتجنب استهداف الأهداف المدنية".
وتابع عبد الواحد قائلاً: "تحاول إيران أن تظهر بمظهر العقلانية والانضباط، بينما تسعى لإثبات أن إسرائيل تتصرف بشكل متهور. في المقابل، غيّر حزب الله من استراتيجيته عبر زيادة كثافة الضربات الصاروخية وتوسيع مداها لإيصال رسالة حول قدرته الرادعة".
كما أشار الخبير الأمني إلى أن "حزب الله يعتمد على إرباك منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية من خلال تكتيكات التمويه، ثم يوجه ضرباته باستخدام الطائرات المسيّرة، مما يثبت وجود ثغرات في الدفاعات الإسرائيلية".
وفي السياق ذاته، أضاف عبد الواحد أن "إسرائيل ترد على هذه الهجمات، لكنها تجد نفسها غير قادرة على فتح جبهات متعددة في وقت واحد، مما دفعها إلى تعزيز التواجد الأميركي العسكري في المنطقة".
من جانبه، صرح كاظم الوائلي، المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لشؤون الشرق الأوسط، لقناة "سكاي نيوز عربية" أن "حزب الله فقد قيادته المركزية، وما يجري حالياً هو اجتهادات من القيادات الأقل مستوى في الهيكل العسكري". وأضاف الوائلي أن "تصعيد حزب الله الحالي يأتي في ظل غياب قيادة مركزية تضع حدوداً واضحة للاشتباك".
وأوضح الوائلي أن "من الناحية التكتيكية، من المرجح أن تزيد ضربات حزب الله في المستقبل، ما يعني أننا ندخل في مرحلة من التصعيد المستمر بين الضربات الإسرائيلية وردود الفعل من حزب الله".
وأكد المستشار السابق في البنتاغون أن "ما يميز الضربات الأخيرة لحزب الله هو دقة الأهداف التي اختيرت وإحداث خسائر فعلية. كلما تكبدت إسرائيل خسائر، كلما زاد الدعم العسكري الأميركي لها".
من جانبه، قال أور يسكار، رئيس قسم الأبحاث في منتدى الدفاع الإسرائيلي، إن إسرائيل بدأت تشعر بتأثير هجمات حزب الله، حيث باتت منطقة حيفا جبهة جديدة في الصراع. وأضاف أن قدرات الحزب ستكون محدودة بدون الطائرات المسيّرة، مشيراً إلى أن إسرائيل لن تقبل بأقل من تدمير الحزب وتغيير المعادلة السياسية في لبنان.
وفي السياق ذاته، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نزار عبد القادر في مقابلة مع قناة "الحرة" إن "حزب الله استعاد أنفاسه اليوم"، مشيراً إلى الهجمات الأخيرة على إسرائيل. وأوضح أن الجماعة اللبنانية بدأت بتنفيذ خطة جديدة أكثر فعالية، بدعم من قيادات الحرس الثوري الإيراني، مما يعكس تحولاً في أسلوب العمل والخطة المتبعة.
ويرى عبد القادر أن إسرائيل لم تدرك حتى الآن طبيعة الحرب التي تخوضها مع حزب الله، مما يعزز فكرة أن الحزب نجح في استعادة السيطرة على قيادته وتعزيز قدراته الهجومية في مواجهة التحديات الإسرائيلية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News