بايدن يوجّه تحذيرًا صارمًا لإيران: اغتيال ترامب سيُعتبر إعلان حرب

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن تعليمات لمجلس الأمن القومي بضرورة إبلاغ إيران بأن أي محاولة لاغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب ستُعد عملاً حربياً، وسط تقارير تفيد بتزايد التهديدات الإيرانية تجاه ترامب على خلفية مقتل قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني في عام 2020.

يأتي هذا التحذير في وقت تم فيه إطلاع فريق ترامب على محاولات محددة لاغتياله، ما دفع حملة ترامب لتقديم طلب استثنائي للحصول على طائرات عسكرية لحمايته في الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "نيويورك بوست".

الولايات المتحدة بذلت جهوداً كبيرة لحماية ترامب وعدد من المسؤولين الأميركيين الذين قد يكونون أهدافاً محتملة للانتقام الإيراني. وبحسب تقارير إعلامية، فإن الحكومة الأميركية أنفقت نحو 150 مليون دولار سنوياً لحماية مسؤولين بارزين مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو والجنرال كينيث ماكنزي، رئيس القيادة المركزية الأميركية السابق.

وفي ضوء التهديدات المتزايدة، طلبت حملة ترامب طائرات عسكرية متخصصة يمكنها إسقاط الصواريخ، إضافة إلى مركبات مدرعة وتدابير أمنية إضافية لتأمينه خلال التجمعات الانتخابية.

رفض البيت الأبيض التعليق بشكل صريح على ما إذا كان بايدن يعتبر اغتيال ترامب بمثابة عمل حربي، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، شون سافيت، أكد أن الإدارة الأميركية تأخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد. وقال: "نحن ندين بشدة هذه التهديدات الوقحة من إيران، ونعمل بشكل مستمر على تزويد فريق ترامب بكل التفاصيل المتعلقة بتطورات التهديدات الأمنية".

وأضاف سافيت أن الرئيس بايدن قد وجه الوكالات المختصة لتزويد جهاز الخدمة السرية بالموارد اللازمة لضمان أمن ترامب. وفي وقت سابق، دعا ترامب الإدارة الأميركية إلى تحذير إيران بأنها ستتعرض لرد مدمر في حال تعرضه أو أي مسؤول أميركي آخر لأي ضرر. وقال: "لو كنت رئيسًا، كنت سأبلغ إيران أن أي اعتداء على سياسي أميركي سيؤدي إلى تدمير المدن الكبرى الإيرانية".

ترامب تعرض لمحاولتي اغتيال فاشلتين، إحداهما في تجمع حاشد في يوليو الماضي، والأخرى في ملعب الجولف الخاص به في فلوريدا في سبتمبر. ورغم أنه اتهم إيران بالوقوف وراء هذه المحاولات، إلا أن هذه الادعاءات لم تؤكدها السلطات الأميركية حتى الآن.

وفي سياق متصل، نشرت إيران في وقت سابق مقطع فيديو متحرك يُظهر طائرة مسيرة تستهدف ترامب في ملعبه الخاص، وهو ما أعاد تسليط الضوء على نية إيران الانتقام لمقتل سليماني. كما كشفت وزارة العدل الأميركية في عام 2022 عن محاولة إيرانية لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ما يعزز المخاوف من استهداف المسؤولين الأميركيين.

يُذكر أن إدارة بايدن تعهدت بتوفير كل الدعم الأمني اللازم لضمان حماية ترامب، في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية.