شكّل التقدم المفاجئ الذي أحرزته الفصائل المسلحة في سوريا ضد القوات الحكومية معضلة كبيرة لإسرائيل والغرب، فانتقال السيطرة إلى أحد الجانبين يمثل تهديدًا كبيرًا بالنسبة لإسرائيل، حيث تعتبر أن أي انتصار لأي من الأطراف يحمل مخاطر على مصالحها.
ويشكل الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تحالف مع إيران، تهديدًا مستمرًا لإسرائيل، إذ إن هذا التحالف قد يؤدي إلى تجدد الحرب بين الطرفين، ما يعطل جهود إسرائيل لإضعاف شبكة إيران في المنطقة. من جهة أخرى، الفصائل التي تتحدى الأسد حاليًا، مثل "هيئة تحرير الشام"، مصنفة من قبل الولايات المتحدة "كمنظمة إرهابية"، ما يجعلها أيضًا مصدر تهديد لإسرائيل.
وفي هذا السياق، رأى الباحث البارز في جامعة تل أبيب، هاريل تشوريف، أن "الخيار الأنسب لإسرائيل هو إضعاف الطرفين بشكل متبادل، بدلاً من تمكين أي منهما من تحقيق نصر حاسم"، بينما أشار الباحث إيال زيسر إلى أن إسرائيل في السنوات الأخيرة فضلت "الشيطان الذي تعرفه"، في إشارة إلى الأسد، على حالة عدم الاستقرار التي تخلقها الجماعات المتمردة المتطرفة.
ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت تأمل في أن تتمكن من إبعاد الأسد عن إيران عبر عدة خطوات، خاصة أن الأسد لم يكن داعمًا بالكامل لحزب الله خلال حربه الأخيرة مع إسرائيل، حيث سمح بنقل الأسلحة إلى الحزب ولكنه لم يرسل قوات.
لكن مع تقدم الفصائل المسلحة السريع، باتت إسرائيل تخشى أن يؤدي هذا إلى زعزعة استقرار الوضع في المنطقة، حيث يمكن أن يغير هذا التقدم النظام الإقليمي، كما يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق من إمكانية تورط أميركا بشكل أكبر في الصراع، خصوصًا مع وجود نحو 900 جندي أميركي في شرق سوريا.
وكانت سوريا، منذ أكثر من عقد من الزمن، ساحة لصراع جذب العديد من الفصائل المسلحة من مختلف أنحاء العالم، في وقت كانت فيه إيران وروسيا، بالإضافة إلى حزب الله، يدعمون الحكومة السورية بالأسلحة والمقاتلين، بينما دعمت تركيا بعض الفصائل في حربها ضد الأكراد في شمال سوريا، الذين يتعاونون مع الولايات المتحدة في حملة ضد تنظيم داعش.
وفي ظل هذا التصعيد الميداني، قصفت إسرائيل الحدود اللبنانية السورية، وخاصة منطقة القصير، في وقت كانت الفصائل المسلحة قد سيطرت على أغلب مدينة حلب ثم حماة، واتجهت نحو مدينة حمص، مع تهديدات بالوصول إلى دير الزور أيضًا.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News