مع انتهاء الاحتفالات بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، تواجه القيادة الجديدة تحديات كبرى لتحقيق الاستقرار في بلد يعاني من تنوع الفصائل والانتماءات. يتطلب هذا الاستقرار مليارات الدولارات لإعادة الإعمار، وسط صراعات إقليمية ودولية معقدة.
انطلقت الحرب السورية عام 2011 كنتيجة لانتفاضة شعبية تحولت إلى نزاع دموي أودى بحياة مئات الآلاف ودمر مدنًا بأكملها، مستقطبًا قوى دولية كبرى ومجموعات مسلحة متنوعة. أحد أبرز التحديات الآن يتمثل في احتمال عودة ظهور تنظيم "داعش"، الذي فرض سابقًا حكمًا قاسيًا على أجزاء واسعة من سوريا والعراق.
وبحسب مسؤولين أميركيين، تتابع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التطورات عن كثب، لكنها لم تُجرِ أي تعديلات على مواقع نحو 900 جندي أميركي ما زالوا في سوريا.
أفاد مصدران أمنيان لبنانيان بأن حزب الله بدأ سحب قواته من سوريا بالتزامن مع تقدم المعارضة المسلحة نحو العاصمة دمشق. وأعلن ضابطان سوريان أن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأسد "ترك منصبه وأصدر أوامر بتسليم السلطة سلميًا".
في المقابل، أكد ائتلاف المعارضة السورية أن الثورة انتقلت من مرحلة إسقاط النظام إلى "بناء سوريا بشكل يليق بتضحيات شعبها". ودعا رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي إلى إجراء انتخابات حرة، مؤكدًا استعداده للتعاون مع القيادة الجديدة.
تزامنت التطورات مع ضربات جوية يُشتبه بأنها إسرائيلية استهدفت مواقع في دمشق وقاعدة خلخلة الجوية، بهدف منع وقوع أسلحة متطورة في أيدي الجماعات المتشددة. كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انهيار اتفاق "فض الاشتباك" لعام 1974 مع سوريا، وأمر الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة.
دوليًا، أبدت تركيا قلقها من استغلال الجماعات المتطرفة للوضع، بينما أكد الائتلاف السوري أنه يعمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية بسلطات تنفيذية كاملة، لضمان انتقال سياسي منظم في فترة قد تمتد إلى 18 شهرًا.
رغم الجهود المبذولة، يبقى القلق من دور هيئة تحرير الشام، وسط مخاوف من فرض حكم إسلامي متشدد أو تنفيذ عمليات انتقامية. وقال جوشوا لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة أوكلاهوما، إن الانتقال السياسي سيكون اختبارًا صعبًا لسوريا، مشيرًا إلى أن إعادة الإعمار تتطلب دعمًا دوليًا ورفع العقوبات.
اخترنا لكم

المحلية
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

اقليمي ودولي
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥

المحلية
الأربعاء، ٣٠ نيسان ٢٠٢٥