اقليمي ودولي

الثلاثاء 10 كانون الأول 2024 - 05:12

هدية الثوار السوريين لإسرائيل

هدية الثوار السوريين لإسرائيل

ترجمة "ليبانون ديبايت"

نشرت صحيفة "طهران تايمز" مقالًا للكاتب عنان شريف تناول فيه تصعيد العدوان الإسرائيلي على سوريا بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حيث سلط المقال الضوء على الطموحات الإسرائيلية التوسعية في المنطقة.

بحسب التقرير، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية ودفعت بقواتها البرية إلى داخل الأراضي السورية بعد أن سيطر تحالف من الجماعات المسلحة على دمشق وأطاح بنظام الأسد.

وأفادت الصحيفة أن التحالف بقيادة "هيئة تحرير الشام"، التي كانت سابقًا فرعًا لتنظيم القاعدة لكنها أعلنت انفصالها عن التنظيم قبل سنوات.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن إسرائيل نفذت حوالي 100 غارة جوية على أهداف داخل سوريا يوم الإثنين. وزعمت الحكومة الإسرائيلية أن الغارات استهدفت مواقع يُعتقد بأنها تحتوي على أسلحة كيميائية، لكنها لم تقدم أي دليل يثبت وجود هذه الأسلحة. كما أشارت إسرائيل إلى استهداف مواقع استراتيجية أخرى، بما في ذلك أنظمة صواريخ متقدمة ومستودعات أسلحة، بدعوى منع وقوعها في أيدي "المتطرفين".

في يوم الأحد، نشرت إسرائيل قواتها ودباباتها في المنطقة العازلة على الحدود السورية، بعدما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انهيار اتفاقية فصل القوات لعام 1974 بشكل أحادي. الاتفاقية كانت تنص على تواجد قوات حفظ السلام الأممية فقط في هذه المنطقة، لكن إسرائيل خرقت هذا الاتفاق باستيلائها على مناطق قريبة من الجولان المحتل.

القوات الإسرائيلية سيطرت على بلدتي "مدينة البعث" و"حضر" في محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، كما تقدمت باتجاه محافظة درعا المجاورة. وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية استولت على موقع عسكري تابع للجيش السوري في قمة جبل الشيخ في الجولان.

وفي تبرير للتحركات، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، التوغل في الأراضي السورية بأنه "خطوة محدودة ومؤقتة" تهدف إلى ضمان الأمن الإسرائيلي وسط الفوضى التي أعقبت سقوط نظام الأسد.

المقال أبرز كذلك الانتقادات الدولية، حيث أدانت مصر ما وصفته بـ"الاحتلال الإسرائيلي المتجدد للأراضي السورية"، معتبرة أن التحركات الإسرائيلية محاولة لفرض واقع جديد على الأرض.

أشار الكاتب إلى أن الغارات الجوية والتوغلات البرية الإسرائيلية تسلط الضوء على أحلام إسرائيل بإقامة ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى". ووفقًا للصحيفة، فإن هذا المشروع الذي يسعى لتوسيع السيطرة الإسرائيلية في الشرق الأوسط يعتبر هدفًا أيديولوجيًا مركزيًا لحزب الليكود، الذي يهيمن على السياسة الإسرائيلية منذ عام 1977.

المقال تطرق إلى تصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا في مقابلة أجريت في تشرين الاول الماضي إلى توسيع حدود إسرائيل لتشمل الأراضي الفلسطينية وسوريا ودولًا عربية أخرى مثل الأردن ولبنان ومصر والعراق والسعودية. وأكد سموتريتش أن "مستقبل القدس هو أن تمتد إلى دمشق".

أشار التقرير أيضًا إلى خطاب سموتريتش في فرنسا عام 2023، حيث عرض خريطة تضمنت الأردن والضفة الغربية المحتلة كجزء من إسرائيل، مما أثار جدلًا واسعًا.

المقال تناول كذلك تصريحات مسؤولين إسرائيليين آخرين، مثل وزير التراث أميشاي إلياهو، الذي دعا في مناسبات متعددة إلى استخدام أسلحة نووية ضد غزة، ما يعكس النوايا العدوانية للحكومة الإسرائيلية.

ووفقًا للكاتب، فإن العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان وسوريا يهدف إلى توسيع الاحتلال الإسرائيلي واستغلال نقاط الضعف في المنطقة لتحقيق أهدافها التوسعية.

وأشار المقال إلى محاولات إسرائيل استغلال عملية التطبيع مع بعض الدول العربية، التي بدأت خلال ولاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، حيث يسعى الرئيس الأميركي المنتخب إلى الضغط على دول عربية إضافية، وخاصة السعودية، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.

واختتم الكاتب بالتأكيد على أن التطبيع مع إسرائيل ليس إلا تكتيكًا لتسهيل تحقيق طموحاتها التوسعية، داعيًا القادة العرب إلى اليقظة إزاء النوايا الحقيقية لإسرائيل وحليفها الرئيسي، الولايات المتحدة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة