أكدت روسيا يوم الأربعاء أنها لا تزال على اتصال مع جميع القوى السياسية في سوريا بعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد يوم الأحد الماضي. وفي تصريحات أدلت بها الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أشارت إلى أن موسكو تواصل الاتصالات مع كافة الأطراف السياسية في سوريا.
وقالت زاخاروفا في مؤتمر صحافي إن "روسيا تقيم اتصالات مع كافة القوى السياسية الموجودة حالياً في سوريا"، في إشارة إلى أن موسكو تعمل على الحفاظ على تواصلها مع جميع الأطراف، حتى بعد مغادرة الأسد السلطة بشكل مفاجئ.
وأضافت زاخاروفا أن حماية المواطنين الروس في سوريا تظل أولوية قصوى بالنسبة لموسكو، مؤكدة أن روسيا تقوم بكل ما يلزم لضمان سلامتهم.
وقد أوردت وكالة "تاس" الروسية أن موسكو قد أكدت أنها بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طرطوس وحميميم في اللاذقية، وذلك في ظل التطورات المستجدة.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أكدت في وقت سابق من يوم الثلاثاء أن الرئيس بشار الأسد استقال من منصبه وترك سوريا في وقت مبكر من 8 كانون الاول، بعد أن تهاوى الجيش السوري بسرعة وسحب قواته من مواقع استراتيجية في مواجهة الفصائل المسلحة. وجاء في بيان الوزارة أن الأسد، الذي حكم سوريا لسنوات طويلة، أعطى تعليماته بانتقال السلطة بشكل سلمي إلى قوى سياسية أخرى، في خطوة مفاجئة من حيث توقيتها وتأثيراتها.
وفي وقت لاحق، أصدرت روسيا بياناً أكدت فيه أنها لم تشارك في المفاوضات التي أدت إلى استقالة الأسد أو في عملية انتقال السلطة. هذا وتبقى أولويات موسكو في سوريا تنحصر في الحفاظ على استقرار الوضع، مع الاهتمام البالغ بتأمين القواعد العسكرية وحماية البعثات الدبلوماسية الروسية في سوريا.
وعلى الرغم من الضغوط الإقليمية والدولية التي ترافق انهيار النظام السوري الذي دعمته روسيا وإيران طيلة سنوات الحرب الأهلية، أوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تركز حالياً على تحقيق الاستقرار في سوريا في أقرب وقت ممكن. وقال بيسكوف: "نريد استقرار الوضع في سوريا بأسرع وقت ممكن، خاصة في المناطق التي تحتفظ فيها قواتنا العسكرية بأهمية استراتيجية، مثل القاعدتين العسكريتين في طرطوس وحميميم".
وأكد بيسكوف في تصريحاته الصحافية أن عملية "الاستقرار" تشمل أيضاً تأمين المناطق التي تشهد توترات، مثل هضبة الجولان السوري المحتل، مشدداً على أن التحركات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة "لا تساهم في استقرار الوضع السوري".
في الوقت نفسه، تحدث العديد من المحللين عن التأثيرات السلبية التي قد تترتب على سقوط الأسد بالنسبة للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط. وأشاروا إلى أن روسيا قد تجد نفسها أمام تحديات أكبر في الحفاظ على مكانتها في المنطقة، خصوصًا في ظل تزايد الضغوط الغربية والداخلية.
ورغم هذه التحديات، كرر بيسكوف أن روسيا تحافظ على اتصالات مستمرة مع القوى التي تسيطر على الوضع حالياً في سوريا، وهي في وضعية متابعة عن كثب لآخر المستجدات في دمشق.
في نفس السياق، أظهرت صور الأقمار الصناعية الحديثة أن القاعدتين العسكريتين الروسيتين في طرطوس وحميميم لم تشهدا أي تغيير ملحوظ، حيث لم يتم سحب الأسلحة أو الجنود الروس منها حتى اللحظة. هذا يثير تساؤلات حول مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا في ظل التغيرات السياسية الراهنة.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News