"ليبانون ديبايت"
يزداد الوضع السوري تعقيدًا في ظل الضبابية التي تحكم المشهد السياسي العام، ومن غير الواضح من هي القوى بين الفصائل التي ستتمكن من حكم سوريا، لذلك، فإن التسرع في الحكم على التطورات يعد سابقًا لأوانه.
وهذا ما يراه الصحافي والباحث السياسي توفيق شومان في حديثه إلى "ليبانون ديبايت"، حيث يشير إلى أن "الوضع في سوريا في هذه المرحلة معقد جدًا، وبالتالي فإن التطورات جاءت بشكل متشابك، وبرأيه، هناك ثلاثة مستويات تؤثر على المشهد: محلي، ووطني، ودولي، لذلك، يعتبر أن الاستعجال في الحكم على مسارات الأمور ينطوي على تسرع وتحليل غير دقيق".
ويؤكد أن "الصورة الحالية تحتاج إلى مزيد من الوقت لتكتمل، وهناك دور واضح للإدارة التركية على المستوى السياسي في المشهد السوري، لكن يبرز السؤال: إلى أي مدى ستستمر هذه الإدارة في تأثيرها؟ وبالمقابل، إلى أي مدى ستظل الجماعات المسلحة المعارضة تحت هذه الإدارة السياسية؟ أم أن هناك تطورات إقليمية ودولية قد تؤدي إلى تغيرات في طبيعة هذه العلاقة، بما ينعكس على مواقف تلك الجماعات؟".
ويشير إلى أن "هذه أسئلة جوهرية تحتاج إلى إجابة، لكنه لا ينكر أن إسرائيل هي المستفيد الأكبر من الأوضاع الراهنة، من خلال توسيع المنطقة العازلة وتعزيز تحركاتها العسكرية في ظل الأوضاع السورية المتوترة، هناك خطر كبير قد يترتب على هذا المشهد إذا ما بدأت التحركات تأخذ شكلًا نهائيًا في إطار إدارة المشهد السوري".
ويصف شومان الوضع في سوريا، بأنه "مسار طويل ومعقد مليء بالتعرجات والتحديات، وبالتالي، الحكم على هذا المسار مبكر جدًا، لأن الأحداث ما زالت متغيرة بشكل يومي، وكل يوم يحمل تطورات جديدة قد تغير الحسابات، لذلك، التحليل يحتاج إلى مقاربة باردة وواقعية، بعيدًا عن الاستنتاجات السريعة، على سبيل المثال، هناك أسئلة لم تُجب بعد، مثل دور بعض الفاعلين الدوليين ولماذا لم يتم حسم بعض القضايا الأساسية حتى الآن، وهذا يُظهر أهمية مراقبة الأوضاع بشكل يومي دون التسرع في استخلاص النتائج، لأن التطورات لا تزال تتكشف بشكل مستمر، لذا، فإن مقاربة المشهد تتطلب التفكير بعقل بارد".
وينبّه إلى أن "كل يوم يحمل تطورات جديدة في الوضع السوري، وهذه التطورات المتحركة يمكن البناء عليها جزئيًا، ومن هنا تأتي أهمية مراقبة الأوضاع بدقة، ورصد كيفية تعامل الإدارات السياسية والعسكرية في سوريا مع التحديات الاجتماعية والسياسية، كما أن تحديد الاجتماعات الخارجية قد يساعد في فهم طبيعة التفاهمات الإقليمية المحتملة لإدارة الوضع السوري، أو إن كان سيتم ترك الأمور للجهات التركية وحدها".
أما بالنسبة للتحركات الإسرائيلية، خصوصًا في ريف دمشق، فمن الواضح، كما يقول شومان، أن "إسرائيل هي المستفيد الأساسي من هذه التطورات، سواء كان ذلك من خلال تكريس منطقة عازلة، أو تدمير القدرات العسكرية السورية، أو حتى تعزيز سيطرتها على بعض الأراضي السورية، هذه المكاسب أصبحت ملموسة وواقعية على الأرض، وهو ما يمكن لأي مراقب أن يلاحظه".
أما عن خطورة هذه التحركات، فهي بلا شك، وفق رأيه، تمثل خطرًا كبيرًا ومتزايدًا، خاصة أن "إسرائيل تبدو وكأنها الحاصلة على "الجائزة الكبرى" في الوضع السوري حاليًا، سواء على المستوى الميداني أو العسكري، لكنه يعود للتأكيد على أنه مع تعقيد المشهد السوري، تبقى القراءة الدقيقة والتحليل المتأني أمرًا ضروريًا دون التسرع في أي استنتاج".
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب


Follow: Lebanon Debate News