في خطوة جديدة دعمًا لأوكرانيا في مواجهة الهجمات الروسية المستمرة، أعلنت الولايات المتحدة، امس الخميس، عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة نصف مليار دولار، تشمل معدات للحماية من الهجمات النووية والكيميائية. وتأتي هذه الحزمة ضمن الدعم العسكري المستمر الذي تقدمه واشنطن لكييف في وقت حساس، خاصة في ظل التصعيد النووي الذي تشهده الأزمة الأوكرانية.
وتزايدت المخاوف من احتمالية استخدام روسيا للأسلحة النووية في نزاعها مع الغرب، خصوصًا بعد أن عدلت موسكو عقيدتها النووية في الآونة الأخيرة، ما يتيح لها تنفيذ ضربات "وقائية" ضد أي تهديدات محتملة. في ضوء ذلك، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن هذه المساعدات الجديدة ستُرسل في وقت حرج، حيث تستمر أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية.
وفقًا لبيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تشمل الحزمة الجديدة معدات عسكرية حيوية، بينها ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ "هيمارس"، قذائف مدفعية، طائرات بلا طيار، مركبات عسكرية، وأهم من ذلك، معدات للحماية من الهجمات الكيميائية والإشعاعية والنووية. وقد أكد بلينكن أن هذه المعدات تأتي في إطار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن "أوكرانيا لا تزال بحاجة ماسة إلى هذه المعدات في وقت تدافع فيه عن نفسها ضد العدوان الروسي المستمر".
وقال بلينكن: "الولايات المتحدة وأكثر من 50 دولة ما زالت متحدة لضمان امتلاك أوكرانيا الوسائل اللازمة للدفاع عن نفسها في هذه الحرب القاسية". كما أضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن الدعم العسكري لأوكرانيا سيستمر حتى نهاية ولاية الرئيس جو بايدن، مع الاستمرار في إرسال المزيد من المعدات العسكرية "طالما كان الأمر ضروريًا".
يأتي الإعلان عن هذه الحزمة الجديدة في وقت يزداد فيه الحديث حول الموقف الأميركي المستقبلي تجاه أوكرانيا، خاصة مع قرب تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 كانون الثاني المقبل. خلال حملته الانتخابية، صرح ترامب مرارًا بأنه لا يوافق على استمرار دعم واشنطن المالي والعسكري الكبير لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا، مما أثار مخاوف في كييف وأوروبا بشأن المساعدات المستقبلية التي قد تتلقاها أوكرانيا في حال تولى ترامب الرئاسة مجددًا.
وفي هذا السياق، قال ترامب خلال زيارة له إلى باريس، بعد لقائه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في أوكرانيا وإجراء مفاوضات للوصل إلى تسوية للنزاع. وذكر أيضًا في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" أنه في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، فإن أوكرانيا يجب أن تتوقع "على الأرجح" مساعدات أقل من الولايات المتحدة خلال فترة رئاسته.
تعكس تصريحات ترامب قلقًا متزايدًا في كييف وبعض العواصم الأوروبية بشأن الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا في حال تغير القيادة في واشنطن. فعلى الرغم من أن إدارة بايدن استمرت في تقديم دعم عسكري ضخم لأوكرانيا، لا يزال الموقف الأميركي غامضًا تحت إدارة ترامب المقبلة، والتي قد تسعى إلى تبني سياسة أكثر تشددًا تجاه مسألة المساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا.
منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط 2022، اتخذت الولايات المتحدة خطوة غير مسبوقة في تقديم دعم عسكري كبير لأوكرانيا، في محاولة لتمكينها من مواجهة التهديدات العسكرية الروسية. تشمل هذه المساعدات أسلحة متقدمة مثل صواريخ "هيمارس"، أنظمة دفاع جوي، طائرات بلا طيار، إضافة إلى تمويلات مالية ودعم لوجستي من أجل ضمان صمود كييف في وجه الهجمات.
في المقابل، استمرت روسيا في تهديداتها باستخدام الأسلحة النووية، مع تعديل موسكو لعقيدتها العسكرية لتمكينها من استخدام الأسلحة النووية في حال شعرت بأن وجودها مهدد، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة. وقد أثارت هذه التصريحات جدلاً عالميًا، ما دفع الدول الغربية إلى تسريع تسليح أوكرانيا وتعزيز قدراتها الدفاعية.
تــابــــع كــل الأخــبـــــار.
إشترك بقناتنا على واتساب
Follow: Lebanon Debate News