اقليمي ودولي

placeholder

العربية
الاثنين 16 كانون الأول 2024 - 16:00 العربية
placeholder

العربية

معتقلٌ ناجٍ يصف وحشية السجون السورية: "عشنا في نعوش"

معتقلٌ ناجٍ يصف وحشية السجون السورية: "عشنا في نعوش"

روى محمد أرترك، المعتقل التركي السابق في السجون السورية، تفاصيل مروعة عن معاناته في سجون النظام السوري خلال 21 سنة من الاعتقال، مؤكداً أن التعذيب كان مستمراً وبأساليب وحشية، وأن الجثث كانت تُرمى في مكبات النفايات. ورغم صعوبة تصديق قصته، فإن شهادته تضيف بُعداً مروّعاً عن أوضاع السجون السورية التي ما زالت تغص بالمعتقلين والمختفين قسراً.

محمد أرترك، الذي اعتقل عام 2004 بتهمة التهريب، كشف عن أساليب تعذيب وحشية تعرض لها هو وزملاؤه في السجن، ومن بينها ضربات الهراوات على الفم التي كان يتلقاها من قبل الحراس في فرع فلسطين بدمشق. وقال أرترك: "كان التعذيب متواصلاً، وعظامنا كانت تظهر من شدة الضربات"، مضيفًا أنه شاهد تفاصيل مرعبة من بينها قيام الحراس بصب المياه المغلية في عنق أحد المعتقلين، ما أدى إلى ذوبان جلده.

وتابع أنه كان ممنوعاً من التحدث مع أي من المعتقلين الآخرين، وكانت الأوضاع في الزنازين أشبه بـ الجحيم. "كانت الزنازين تضيق بعدد الأشخاص المعتقلين، حيث كانوا يضعون ما بين 115 إلى 120 شخصاً في زنزانة لا تتسع سوى لـ 20 شخصاً فقط".

وأوضح أرترك أن العديد من السجناء ماتوا جوعًا، حيث كانت الرطوبة والروائح الكريهة تنتشر في كل مكان، وكان المعتقلون يقضون أياماً "من دون طعام أو ماء".

"كنا نعيش في نعوش"، هكذا وصف أرترك حال المعتقلين في السجون السورية، مشيراً إلى أن الأيام كانت تمر بلا أمل أو بصيص من الضوء. وتابع أن التعذيب النفسي كان جزءًا لا يتجزأ من المعاملة الوحشية التي تعرض لها. وفي أحد الأيام، عندما تم نقلهم إلى مكان اعتقال جديد، شاهد أرترك حبلاً متدلياً من السقف، وقال: "في تلك اللحظة، تمنتُ لو أنني أُشنق لأتخلص من هذا الرعب".

وأضاف أن في كثير من الأحيان كان يُكتفى بوضع المعتقلين في الزنازين دون أي اهتمام من قبل الحراس، الذين كانوا في أحيان كثيرة يرمون الجثث في مكبات النفايات، دون اكتراث لمن فقد حياته في السجن.

في الاثنين الماضي، تم العثور على أرترك في بلدة ماغاراجيك التركية بالقرب من الحدود السورية، حيث كان قد اختفى لعقدين تقريباً. وبدا من ملامح وجهه وحركاته أنه أكبر سناً مما هو عليه، إذ ظنّت عائلته أنه قد مات في السجن. وفي شهادة مؤثرة، قال أرترك: "ظننت أن ساعتي قد حانت في كثير من الأحيان، وكان الوضع في السجن يزداد سوءًا مع كل لحظة تمر".

وأشار إلى أنه في ليلة إطلاق سراح السجناء، سمع إطلاق نار كثيف وحينها اعتقد أن السجن يواجه هجومًا، فاعتقد أن لحظاته الأخيرة قد حانت. ومع ذلك، دخل عناصر الفصائل المسلحة الذين كانوا يقاتلون لإسقاط حكم بشار الأسد إلى السجن في تلك اللحظة وفتحوا الأبواب.

تعد شهادة محمد أرترك واحدة من العديد من القصص المأساوية التي تبرز التعذيب الممنهج في السجون السورية. وفق تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، قُتل أكثر من 105 آلاف سوري في السجون والمعتقلات، إما عبر التعذيب أو بسبب الاختفاء القسري أو سوء المعاملة. كما تشير تقارير دولية أخرى إلى أن أعداد الضحايا قد تكون أعلى من ذلك بكثير، إذ تُعتبر المعتقلات السورية واحدة من أكبر الانتهاكات لحقوق الإنسان في العصر الحديث.

وتبقى قضية المعتقلين في سوريا من أكثر القضايا التي تشغل المنظمات الحقوقية الدولية، حيث يطالب الكثيرون بمحاسبة النظام السوري على هذه الانتهاكات التي تمثل جرائم ضد الإنسانية.

بدأت قضية المعتقلين السوريين في بروزها بشكل متزايد بعد بدء الثورة السورية في عام 2011، حيث استهدفت الأجهزة الأمنية السورية بشكل مباشر المعتقلين السياسيين والناشطين الذين شاركوا في الحركات الاحتجاجية. ومنذ ذلك الحين، أصبحت السجون السورية بؤراً للتعذيب، مع تزايد الانتهاكات التي تستهدف الحقوق الأساسية للمواطنين، بما في ذلك التعذيب الممنهج والقتل داخل المعتقلات.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة