اقليمي ودولي

placeholder

العربية
السبت 28 كانون الأول 2024 - 08:46 العربية
placeholder

العربية

بعد غارات مكثفة على صنعاء... إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً

 بعد غارات مكثفة على صنعاء... إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً

اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، فجر اليوم السبت، صاروخاً أطلقه الحوثيون من اليمن، وذلك بعد ساعات من تعرض العاصمة اليمنية صنعاء لعدة غارات جوية إسرائيلية استهدفت مواقع تابعة للحوثيين، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي. الهجمات تأتي في ظل تصاعد حاد للأعمال العدائية بين إسرائيل والحوثيين، ما يهدد بتفاقم الأزمة في المنطقة.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن صفّارات الإنذار دوّت في وسط إسرائيل في وقت مبكر من صباح اليوم، مشيراً إلى أن الصاروخ الذي أطلق من اليمن تم اعتراضه "قبل دخوله" الأجواء الإسرائيلية. ولفت البيان إلى أن الإجراءات الأمنية المتبعة تم تفعيلها وفقاً للبروتوكول المعمول به، وذلك بعد تلقي الجيش تحذيرات من الصاروخ.

كانت الغارات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء قد أسفرت عن مقتل 6 أشخاص، بينهم 4 في مطار صنعاء الدولي. وبحسب مصادر في صنعاء، فإن الغارات استهدفت برج المراقبة وصالة المغادرة في المطار، مما ألحق أضراراً بالغة في المنشآت، بالإضافة إلى تدمير بعض المعدات الملاحية في المطار.

في وقت لاحق من يوم الجمعة، أعلن نائب وزير النقل في حكومة الحوثيين يحيى السياني أنه تم استئناف الرحلات الجوية من المطار بعد الحادث، وقال إن الاستهداف طال المرافق الحيوية للمطار، بما في ذلك البرج وصالة المغادرة. وأشار إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة حوالي 20 آخرين بجروح.

وكانت الغارات الإسرائيلية قد نفذت الخميس، أي قبل يومين من الهجوم الحوثي، وذلك في إطار سياسة إسرائيلية للتصدي للأنشطة التي ترتبط بالحوثيين والتي تزعزع الاستقرار في المنطقة. استهدفت الهجمات الإسرائيلية كذلك محطات طاقة ومنشآت عسكرية في صنعاء والحديدة.

هذا التصعيد يأتي في سياق حرب مستمرة منذ عام 2014 بين الحوثيين وحكومة اليمن الشرعية، والتي شهدت توتراً إضافياً بعد اندلاع النزاع في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الاول 2023. وعلى الرغم من المساعي الدولية لتهدئة الوضع، لا تزال الصواريخ والطائرات المسيّرة الحوثية تستهدف إسرائيل بين الحين والآخر.

وقد نفذت القوات الحوثية عدة هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، التي يعتقد أنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، مما أدى إلى تراجع حركة الملاحة عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر وصولاً إلى قناة السويس. وتشير التقارير إلى أن هذه الهجمات قد تسبب اضطراباً كبيراً في حركة التجارة الدولية.

في وقت سابق من الجمعة، أعلنت حركة الحوثيين أنهم شنوا هجوماً صاروخياً وبالطائرات المسيّرة على إسرائيل، مستهدفين مواقع في مطار بن غوريون قرب تل أبيب، إضافة إلى استهداف "هدف حيوي" في وسط إسرائيل وسفينة في بحر العرب.

وكانت إسرائيل قد تعرضت للهجمات الصاروخية نفسها في أوقات سابقة هذا العام، حيث أسفرت إحدى الهجمات التي شنّها الحوثيون في 21 كانون الاول عن إصابة 16 شخصاً في تل أبيب. كما أدت هجمات أخرى في يوليو إلى مقتل إسرائيلي في هجوم بواسطة طائرة مسيّرة.

وفي ظل التصعيد الحاصل، دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجمات على البنية التحتية في اليمن، محذراً من أن مثل هذه الضربات تهدد بشكل مباشر العمليات الإنسانية التي يعتمد عليها ملايين السكان في البلاد. وأكد غوتيريش أن 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مما يزيد من تعقيد الوضع في ظل استمرار الأعمال العدائية.

وأضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، الذي كان في زيارة لليمن وقت الهجوم، أن أحد أعضاء فريق الأمم المتحدة قد أصيب نتيجة الغارة الجوية وتم نقله إلى المستشفى لإجراء عملية جراحية ناجحة. وأكد أنه وصل بسلام إلى الأردن مع فريقه، بمن فيهم المصاب الذي تم نقله لتلقي العلاج الطبي اللازم.

من جانبه، أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريح له: "نحن مصممون على قطع هذا الفرع الإرهابي لمحور الشر الإيراني. سنواصل هذا حتى إنجاز المهمة". هذه التصريحات تأتي بعد أن شهدت المنطقة تصعيداً في التوترات، حيث تقوم إسرائيل باستهداف مواقع تتبع للحوثيين في اليمن، بما في ذلك ضربات استهدفت ميناء الحُديدة الذي يعتبر نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية.

تشهد اليمن حربًا طاحنة منذ عام 2014 بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومعظم المناطق الشمالية، وهو ما أدى إلى أزمة إنسانية تعتبر واحدة من الأسوأ في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. رغم الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الأمم المتحدة في عام 2022، لا يزال الوضع متوتراً، في ظل استمرار الهجمات والضغوط الدولية على الحوثيين.

وقد استهدفت إسرائيل في السابق العديد من المواقع العسكرية التابعة للحوثيين في اليمن، بما في ذلك ضربات سابقة على صنعاء بعد إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل في 19 كانون الاول 2023. وأكدت إسرائيل أن هذه الضربات استهدفت بنية تحتية عسكرية في المطار ومحطات طاقة في صنعاء والحديدة، إضافة إلى منشآت في موانئ الحديدة والصليف ورأس قنتب. وقال بيان إسرائيلي إن هذه المواقع كانت تستخدم لتهريب الأسلحة الإيرانية ودخول مسؤولين إيرانيين إلى المنطقة.

فيما يتعلق بالوضع الإنساني في اليمن، تشهد البلاد أوضاعًا صعبة للغاية، حيث تسببت الحرب في مقتل عشرات الآلاف من المدنيين ودمرت معظم البنية التحتية. وعلى الرغم من أن الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة كانت قد أوقفت القتال إلى حد كبير منذ نيسان 2022، إلا أن التصعيد الأخير في غزة والتهديدات المتبادلة بين إسرائيل والحوثيين قد يعيد إشعال فتيل الحرب في المنطقة مجددًا.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة