الأخبار المهمة

placeholder

نداء الوطن
السبت 11 كانون الثاني 2025 - 12:19 نداء الوطن
placeholder

نداء الوطن

هل يمحو عون الثاني خطايا عون الأول؟

placeholder

كتابة نجم الهاشم

كما بدّل قائد الجيش العماد جوزاف عون بدلته العسكرية وارتدى البدلة الرسمية بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، على العهد الجديد أن يخلع عن الدولة بدلتها القديمة ويلبسها ثوباً جديداً.
العناوين التي حملها خطاب القسم يجب أن تشكّل خريطة طريق للحكم بكل مكوّناته الدستورية من رئاسة الحكومة إلى تركيبتها ووزرائها وإدارات الدولة وقيادة الجيش تأكيداً على تنفيذ مندرجات اتفاق وقف النار والقرارات الدولية 1559 و1680 و1701 من أجل استعادة سيادة الدولة الكاملة لتكون رئاسة الجمهورية في موقعها الصحيح.

انهيار عهد عون الأول

بقي عون الأول في قصر بعبدا ولكنّه أعطى سلطة القرار لـ "الحزب". وكانت ثورة 17 تشرين الإشارة الأقوى إلى انهيار العهد وسلطة الرئيس الذي بشّر اللبنانيين بأنّهم رايحين على جهنم.
خرج عون الأول من الحكم بصمت ومرارة بعدما كان دخله بوعود كثيرة وبأحلام كبيرة. قبل انتهاء ولايته في 31 تشرين الأول 2022 كان "حزب الله" يتحكم بمصير الرئاسة ويأسرها. بداية الأسر لفرض الفراغ كانت في أيار ذلك العام، في لقاء الفطور الذي جمع فيه الأمين العام السابق للحزب السيد حسن نصرالله حليفيه رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. مرشحان لرئاسة الجمهورية يبدآن بطلب رعاية نصرالله. فكيف تكون رئاسة؟ سمى نصرالله فرنجية فوقع الخلاف مع باسيل وفرض "الحزب" الفراغ، وكان لا يزال يتحكّم بكل مفاصل السلطة. هذا التحكّم دمر كل مقومات الدولة.
اليوم يصل عون الثاني إلى قصر بعبدا بعد سلسلة تطورات لا يمكن فصلها عن هذا المسار الذي بدأ منذ تعيينه قائداً للجيش في آذار 2017 ومرّ بسلسة محطات شكلت صعوداً له وانهياراً للعهد.

صعود عون الثاني

كانت صورة عون الثاني تبنى على أنقاض صورة عون الأول من خلال:
دوره في حرب الجرود وإظهار صورة الجيش القادر على حماية الحدود وتحرير الأرض على عكس ما كان يقوله عون الأول.
انتفاضة 17 تشرين 2019 التي رفض فيها عون الثاني تنفيذ طلب عون الأول قمع الانتفاضة وفتح الطرقات بالقوة، فصار جزءاً من هذه الانتفاضة التي طالبت بالتغيير وبالإنتهاء من دولة المزرعة وتقاسم السلطة والفساد. سقطت صورة العهد وارتفعت صورة القائد الذي صار عنواناً للتغيير المطلوب.
بينما كانت تسقط الطبقة السياسية ويستقيل رئيس الحكومة سعد الحريري ويعجز العهد مع "حزب الله" عن حل الأزمة ويصران على تحدّي الشارع، كانت دول العالم تتخلى عن التواصل مع هذه السلطة وتحتفظ بخيط بديل هو خيط الثقة بقائد الجيش. وهذا التمايز برز خصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
في انتخابات أيار 2022 لم يحصل تدخل من الجيش لإنقاذ العهد الذي كانت شعبيته تنهار ويتزعزع تحالفه مع "حزب الله". هذا الحياد رفع من أسهم عون الثاني وأسقط أكثرية عون الأول النيابية وأنهى سيطرة "الحزب" على أكثرية مجلس النواب ومَنَعَه من إيصال رئيس الجمهورية الذي يريده. ولذلك اختار فرض الفراغ وعطّل جلسات انتخاب الرئيس وتمسّك بفرنجية.
اعتبر "حزب الله" وعون الأول أن المرشّح الحقيقي لقوى التغيير والمعارضة هو قائد الجيش العماد جوزاف عون. ولذلك بدأت الحرب ضدّه واتّهمه نصرالله بأنّه حوّل قيادة الجيش إلى ملعب للسفارة الأميركية وللضباط الأميركيين، واتّهمه باسيل بملفات فساد. ولكن هذه الحملة صبّت في مصلحته لأنّها بُنِيَت على باطل.
عندما دخل "حزب الله" في حرب المساندة لم يستطع أن يجر الجيش إليها. عون الأول عارض انخراط "الحزب" في هذه الحرب ولكنّه بقي يغطي سلاحه ويعتبر أن الجيش اللبناني لا يمكنه أن يحمي لبنان. هذه الحرب خرج منها الجيش اللبناني وقائده أقوى بينما اغتيل نصرالله ومعظم قياداته وخسر "الحزب" الحرب وانتهى إلى قبول اتفاق وقف النار الذي ينهي وجوده المسلح ويعطي كل الدور الأمني للجيش اللبناني لكي يستعيد سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية.
أكثر من ذلك ما كاد "حزب الله" ينصاع لهذا الإتفاق حتى انهار النظام السوري في 8 كانون الأول وهرب رئيسه بشار الأسد وانقطع خط التواصل مع إيران بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على سوريا التي باتت معادية لـ"الحزب" بعدما دفع ثمناً كبيراً من أجل حماية النظام.
يبدو أن عهد عون الثاني لديه كل الفرص الممكنة من أجل أن يمحو خطايا عهد عون الأول بعيداً من سيطرة "حزب الله" وعن وجود أي قوى غير لبنانية على أرض لبنان. لا شك في أنّها فرصة تاريخية من أجل عودة لبنان إلى هويته الأساسية واستعادة صورته في الزمن الجميل. مهمة صعبة يتولّاها الرئيس الجديد، ولكنّها لم تعد مستحيلة

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة