اقليمي ودولي

placeholder

24
الثلاثاء 28 كانون الثاني 2025 - 18:26 24
placeholder

24

التهدئة في غزة ولبنان... استقرار هش في ظل التصعيد المستمر

التهدئة في غزة ولبنان... استقرار هش في ظل التصعيد المستمر

توقع محللون صمود وقف إطلاق النار في غزة ولبنان في الوقت الراهن، رغم التحديات الخطيرة التي واجهها خلال عطلة نهاية الأسبوع، نظراً لرغبة الأطراف كافة في تجنب تصعيد شامل على الأقل خلال الأسابيع المقبلة.

وكتب مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" باتريك كينغسلي أن القوات الإسرائيلية بقيت في مواقعها جنوب لبنان بعد انتهاء الموعد النهائي لانسحابها يوم الأحد، مستندة إلى مزاعم بأن حزب الله لم يلتزم بتعهده الانسحاب من المنطقة.

وفي غزة، أخفقت حماس في إطلاق سراح رهينة كانت إسرائيل تتوقع إطلاقها يوم السبت، مما دفع الأخيرة إلى تأخير عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع وفق الترتيبات المتفق عليها.

ورغم تبادل الاتهامات بشأن التراجع عن الالتزامات، يرى محللون أن جميع الأطراف تمتلك أسباباً للبقاء مرنة وتجاهل تجاوزات الطرف الآخر بشكل مؤقت.

فحزب الله، الذي أعرب عن غضبه من بقاء القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان، يدرك أن أي تصعيد قد يستجلب رداً إسرائيلياً مدمراً. بينما تسعى حماس للحفاظ على سلطتها في غزة، وهو أمر قد تخسره في حال تجدد الحرب.

أما إسرائيل، فتركز على ضمان استمرار التهدئة بما يكفي لتحرير 20 رهينة أخرى على الأقل، مع مراعاة رغبتها في كسب دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي تعهد بجلب السلام إلى الشرق الأوسط خلال حملته الانتخابية.

وفي إشارة إلى حرص الطرفين على تمديد الهدنة، توصلت إسرائيل وحماس إلى تسوية أزمة عطلة نهاية الأسبوع بحلول منتصف ليل الأحد. وأعلنت الحكومة القطرية، التي تقوم بدور الوسيط، أنه سيتم إطلاق الرهينة أربيل يهود هذا الأسبوع برفقة رهينتين أخريين قبل الموعد المحدد. وفي المقابل، أكدت إسرائيل أنها ستسمح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة بدءاً من صباح الإثنين.

أما بالنسبة للبنان، فقد أعلن البيت الأبيض أنه سيتم تمديد الهدنة هناك حتى 18 شباط، وأكد مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي التمديد.

وقال المفاوض الأميركي السابق في محادثات السلام في الشرق الأوسط آرون ديفيد ميلر: "سيجتازون الأسابيع المقبلة - ولا يمكن لأحد أن يخمن ما هو أبعد من ذلك".

وأضاف "هذه ليست اتفاقات بين الولايات المتحدة وسويسرا.. إنها اتفاقات تعتمد على إعطاء كل جانب للآخر حرية التصرف وهامشاً معيناً للمناورة.. هذه نقطة ضعفهم، ولكنها أيضاً نقطة قوتهم".

أتاح مجال المناورة استمرار الهدنتين في لبنان وغزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، على الرغم من حوادث إطلاق النار من القوات الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل أشخاص حاولوا العودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة إسرائيل.

ويرى محللون أن حزب الله من غير المرجح أن يخاطر بخسائر إضافية، خصوصاً بعد تصفية قيادته وإضعاف حليفته إيران.

كما أن طريق إمداد الحزب بالأسلحة عبر سوريا تعطل بشكل كبير منذ كانون الأول، عندما أطاحت الفصائل المسلحة بالرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الرئيسي لحزب الله.

قالت المحللة اللبنانية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حنين غدار، إن قادة حزب الله لا يزالون يمتلكون بعض الصواريخ والأسلحة، لكنهم يدركون أن أي هجوم ضد إسرائيل سيشكل خطوة انتحارية، إذ ستستغل إسرائيل الفرصة لتوجيه ضربة قاضية قد تدمر الحزب بشكل كامل.

وأضافت غدار أن حزب الله قد يكون قلقاً أيضاً من فقدان التأييد داخل قاعدته الشعبية الشيعية، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية العام المقبل.

وأوضحت أن الطائفة الشيعية تحملت العبء الأكبر خلال الحرب التي خاضها حزب الله مع إسرائيل تضامناً مع حماس، ما أدى إلى دمار واسع في القرى والبلدات الشيعية بجنوب لبنان.

وأشارت إلى أن فقدان الدعم الشعبي في صفوف الشيعة قد يشكل نهاية حزب الله، قائلة: "إذا لم يصوت الشيعة لهم، فهذه نهاية الحزب.. لا يمكنهم التصرف إلا إذا كانوا واثقين تماماً من دعم مجتمعهم".

وفي ظل استبعاد احتمالات استئناف حزب الله للقتال، يبقى وقف إطلاق النار في غزة الأضعف بين الهدنتين. ومن المتوقع أن تواجه هذه الهدنة اختبارها الأكبر بحلول بداية آذار، عندما يجب على حماس وإسرائيل اتخاذ قرار بشأن تمديد الاتفاق الحالي بعد انتهاء مدة الـ42 يوماً الأولى.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة