أحمد الحريري من دار الفتوى: لتشكيل حكومة بالممكن

استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، وفداً من "تيار المستقبل" برئاسة الأمين العام للتيار أحمد الحريري، وذلك في إطار زيارة رسمية للاطمئنان على صحة الرئيس سعد الحريري.

بعد اللقاء، أدلى الحريري بتصريح أكد فيه على أن تيار المستقبل يُعطي أهمية خاصة لهذه الزيارة للتأكد من صحة المفتي دريان، والتأكيد على أن دار الفتوى هي "دار الجميع" و"المرجعية الرئيسية التي نلجأ إليها دائماً في الأيام السعيدة أو الصعبة".

وأوضح الحريري أن اللقاء مع المفتي دريان تطرق إلى الأوضاع الحالية في لبنان، وأشار إلى أن سماحته قدم قراءته لما يجري في البلد، مؤكداً أهمية انطلاقة مسيرة عهد الرئيس جوزاف عون بشكل جيد. وأضاف أن التيار يأمل في تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن للاستفادة من الدعم الدولي والعربي الذي يتوقع أن يصل إلى لبنان في المرحلة المقبلة.

وأكد أحمد الحريري أن تيار المستقبل ما يزال في مرحلة انتظار، وأن ما يتم سماعه حول تشكيل الحكومة يأتي فقط من وسائل الإعلام، موضحًا أنه لا يمكن للتيار اتخاذ موقف من حكومة لم تُشكل بعد، خاصة وأن الأسماء المطروحة لا تزال في مرحلة "التغربل".

وقال: "الأساس هو تشكيل الحكومة بسرعة لأن هناك مهام اقتصادية واجتماعية وسياسية تحتاج إلى معالجة، ومن بينها الانتخابات البلدية التي سيتم تنظيمها قبل نهاية أيار المقبل، بالإضافة إلى التحضيرات للانتخابات النيابية في السنة القادمة".

وفيما يتعلق بمطلب بعض الأطراف بحصص وزارية في الحكومة، أوضح الحريري أن "تيار المستقبل" لم يطالب بحصة خاصة له في الحكومة، مشدداً على أن العمل السياسي للتيار لا يزال معلقًا. وأكد أن "تيار المستقبل" يتمنى النجاح للرئيس المكلف نواف سلام في تشكيل الحكومة، وأنه يأمل في أن يتمكن من العمل بفعالية لتحقيق مصلحة لبنان.

تأتي هذه التصريحات في وقت حساس بالنسبة للبنان، الذي يواجه العديد من التحديات الاقتصادية والسياسية. فالرئيس جوزاف عون تسلم منصبه في وقت تتصاعد فيه التوترات الداخلية، ويترقب اللبنانيون تشكيل الحكومة الجديدة التي يتطلع الكثيرون إلى أن تكون قادرة على مواجهة الأزمات الحالية. وكان الرئيس عون قد أكد في وقت سابق أن الحكومة ستبصر النور قريباً، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء المكلف نواف سلام يعمل على حل تعقيدات تشكيل الحكومة.

وفي هذا السياق، يترقب اللبنانيون نتائج الجهود المبذولة لتشكيل حكومة قادرة على معالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد. كما يعول الكثيرون على الدعم الدولي والعربي الذي قد يسهم في دفع عجلة الإصلاحات في لبنان.