التحري

الديار
الأحد 09 آذار 2025 - 13:09 الديار
الديار

«اسرائيل» تغير معالم الخط الازرق... وخطة لمواجهة الأحداث السورية

placeholder

في الشكل، يعيش المشهد السياسي اللبناني، العالق في مداري زيارتي رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى المملكة العربية السعودية ومصر ومقررات جلسة مجلس الوزراء، هدوءا، وان مفتعلا، وسط غليان امواج المحيطين الاقليمي والدولي في ضوء ارتفاع منسوب التوتر والتهديد بين «اسرائيل» المدعومة من الادارة الاميركية وايران وحلفائها، في دليل الى المدى الممكن ان تتجه نحوه الاوضاع في ظل الدعم الاميركي اللامحدود لتل ابيب، الماضية في تحذيراتها وخروقاتها على كل المحاور وفي لبنان بشكل خاص من خلال الغارات التي تنفذها يومياً جنوباً وبقاعاً .

فالرئيس الاميركي الذي، منذ وصوله الى البيت الابيض، شغل العالم بقراراته ومواقفه، مستمر في الحفاظ على موقعه «كترند»، خصوصا في ظل موقفه الجديد من ايران، والذي احتل صدارة الاهتمام الديبلوماسي، مع ما له من تداعيات على منطقة الشرق الاوسط، والعالم، سواء ذهبت الامور الى الحل الديبلوماسي او العسكري.

الوضع السوري

المناخ الدولي الضبابي انعكس على ملفات المنطقة في كل من لبنان وسورية، حيث رأت مصادر متابعة لمسار الاحداث السورية، ان ما يحصل وان كان متوقعا الا انه جاء مفاجئا لجهة توقيته، بسب تقاطعه مع ما يجري في الجنوب، وتسليط الضوء أيضا على مناطق الساحل باعتبار أن لديها خصوصية، حيث رأت المجموعات المرتبطة بالنظام السابق فرصة ذهبية لاطلاق تمردها المسلح، معتبرة انها لن تتوقف، نظرا إلى أنها تحصل في منطقة جغرافية معينة وفي بيئة معينة، لأن القيادة السورية الحالية غير قادرة على فرض سيطرتها على كامل سورية، مستعيضة عن ذلك بشن حملة تطهير طائفية، وسلسلة من المجازر.

ورأت المصادر أن العمليات الأخيرة تهدف إلى إحداث فوضى أمنية، لكي توظفها أطراف خارجية تعمل على زعزعة الاستقرار في الداخل السوري، بدليل تغطيتها لمنطقة جغرافية امتدت من اللاذقية إلى طرطوس، ما يؤكد أنها عمل منظم وتحمل أبعادا كثيرة، مبدية حذرها من تداعيات ما يحصل على الداخل اللبناني.

هذا الوضع ترك اثره في الساحة اللبنانية، وسط المخاوف من تحركات تعيد الى الواجهة مشهد السنوات الماضية، خصوصا في ظل التوازنات الحالية، حيث اعتبرت اوساط وزارية لبنانية، ان ما يحصل في سورية لا بد له من ان ينعكس على الساحة اللبنانية، في نقطتين اساسييتين، قد تعرض الداخل لخطر كبير، وهما:

-مسالة النزوح وفلتان الحدود، وهو ملف بحثه الرئيسان اللبناني والسوري في القاهرة، حيث من مصلحة سورية كما لبنان حسم هذا الملف، خصوصا في ظل موجة النزوح الجديدة التي بدأت بعيد الانقلاب الذي شهدته سورية، مع دخول عشرات آلاف السوريين من مؤيدي النظام الى مناطق متفرقة من لبنان، بينهم عدد لا يستهان به من العسكريين السابقين، وهم يشكلون قنبلة موقوتة، هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فلتان الحدود، لجهة استخدام المعابر غير الشرعية المستحدثة والمستخدمة في حركة الذهاب والاياب من والى سورية.

-النقطة الثانية، امكان استفادة بعض الخلايا الارهابية النائمة من الوضع القائم، لتنفيذ اجندات معينة، في ظل الاحتقان الذي تعيشه بعض المناطق، سواء شمالا، او بقاعا، والدعوات لحملات النصرة والجهاد.

غير ان الاوساط تستدرك، معتبرة ان الاجهزة الامنية والعسكرية، تتابع عن كثب وبدقة الوضع ، حيث تؤكد وفقا لتقاريرها ان الارض والشارع مضبوطان، وان الحدود ممسوكة الى حد كبير، كاشفة ان الاطراف الداخلية تبلغت ان أي محاولات للعب بالنار ستواجَه بحزم وقوة لان القرار متخذ بابقاء لبنان خارج دائرة الصراع، فالغطاء السياسي مؤمن للقوى الامنية لضرب أي محاولات لاستجلاب الصراع الى الداخل اللبناني.

الجبهة اللبنانية

تطورات ابقت العين على التحديات الماثلة جنوبا، والتي لم يكن ينقصها سوى دخول مئات المستوطنين المتطرفين بحماية جنود الاحتلال الى مقام ديني يهودي في تلة الشيخ العباد عند اطراف حولا واحداث تغيير في الخط الازرق، في مؤشر واضح لاستباحة السيادة اللبنانية، وحرية الحركة للاسرائيليين داخل الجنوب وصولا الى العمق اللبناني. انتهاك لم يقف عند اطراف حولا، وفقا لمصادر محلية، انما اضيف الى مجموعة من «المناطق العازلة»، على طريق كفركلا – العديسة، مزرعتي بسطرة والضهيرة الفوقا، قرب رأس الناقورة، وبين رميش وعيتا الشعب، حيث يتعرض كل من يقترب منها من المواطنين اللبنانيين الى اطلاق نار، هذا دون اغفال التوغلات البرية، وشن الغارات والاغتيالات وعمليات الاستطلاعات في العمق، وصولا الى البقاع، تزامنا مع تفعيل انذاراته في الجنوب من خلال لجنة الاشراف على تطبيق وقف اطلاق النار، عند رصد اي حركة يزعم انها مشبوهة.

وكان ليل امس، شهد على مدى نصف ساعة، اكثر من ثلاثين غارة، استهدفت عددا من القرى الجنوبية، جنوبي وشمالي نهر الليطاني، في اطار عملية ادرجها بعض الاعلام الاسرائيلي تحت عنوان «الضربة الاستباقية، بعد رصد «تحركات مشبوهة لتنفيذ عمل عسكري ما»، علما ان هذه المواقع بغالبيتها كان سبق وتم الاشتباه فيها ومداهمتها سابقا.

مصادر مقربة من حزب الله سخرت من الحجج الاسرائيلية، معتبرة ان «تصعيد العدو الاسرائيلي يؤكد استمرار الكيان في عدوانيته وعدم التزامه اتفاق وقف الاعمال العدوانية وقضمه اجزاء جديدة من الاراضي اللبنانية، ما يطرح التساؤلات حول دور لجنة الاشراف التي تكتفي بتأمين الغطاء والذرائع للاسرائيلي ليستهدف لبنان تمهيدا لاملاءات وشروط تتوافق مع مستجدات وتطورات تجري في سورية والمنطقة، «فالحكومة اللبنانية تكتفي بالتفرج وكأن ما يحصل خارج اراضيها، وهو أمر مؤسف يجب الاقلاع عنه فالسيادة والوطنية تبدأان من حدود الجنوب».

وختمت المصادر مستبعدة عودة الحرب جنوبا، على اعتبار أنه ليس هناك من طرف ثان يحارب، حيث لا الدولة ستحارب ولا الأمم المتحدة ستقف بوجهها، كما أن حزب الله سلم الأمر إلى الدولة، كاشفة ان اخطر ما يجري التحضير له، هو حرب جديدة ضد إيران، ومن هذا المنطلق تقوم «اسرائيل» بتحييد كل الأماكن التي يمكن أن تؤثر فيها في حال نشوب حرب واسعة، رغم ما أشار إليه رئيس الاركان الجديد من أن العام الحالي هو «عام حرب مع إيران ومع أطراف أخرى من الممكن أن تكون غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان»، حيث في النتيجة، الإسرائيلي يود تصفية ما يسميها «التوابع الإيرانية» من أجل التصدي لإيران بشكل أكثر ارتياحًا.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة