تلقى رئيس المجلس السياسي الأعلى المشكل من جماعة "أنصار الله" في اليمن، مهدي المشاط، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في مناسبة عيد الفطر المبارك.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية التابعة لـ"أنصار الله"، يوم الخميس، أنّ الرئيس الإيراني هنأ المشاط والشعب اليمني بالعيد، متمنياً له التوفيق والنجاح في مختلف المجالات، لا سيما السياسية والأمنية والعسكرية. كما بعث برسالة إلى الشعب اليمني عبّر فيها عن أمله بأن تنعم اليمن بالعزة والشموخ والقوة في وجه التحديات.
وأكد الرئيس الإيراني أنّ "شهر رمضان المبارك كان مناسبة للتقرب إلى الله، وفرصة لتعزيز التلاحم الإسلامي"، مشدداً على أنّ وحدة المسلمين وتضامنهم هو السبيل لمواجهة التحديات الخارجية، لا سيما العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني. وأشار بزشكيان إلى أنّ "عندما يتحد المسلمون، لا يمكن للأعداء أن يستمروا في استهدافهم أو قتلهم في أنحاء العالم".
من جهته، عبر مهدي المشاط عن فخره بالمواقف الإيرانية الداعمة للوحدة الإسلامية، لا سيما في ظل ما وصفه بـ"تصاعد التحالفات الاستعمارية الجديدة الساعية لتفكيك العالم الإسلامي". وقال: "في الجمهورية اليمنية، نحن ثابتون في دعمنا لغزة ونواجه العدوان الأميركي بلا تردد، ونرى أن الفرصة لا تزال قائمة لبناء موقف عربي - إسلامي موحد".
وأشار المشاط إلى أنّ "هذه اللحظة التاريخية تتطلب الإرادة السياسية والتنسيق المشترك، وهي قد تفتح الباب أمام نصر استراتيجي، خصوصاً إذا ما توحدت الجهود العربية في مواجهة المخططات الاستعمارية"، معلناً استعداد بلاده الكامل للتعاون والتنسيق مع القوى الإسلامية في هذا الإطار.
تعكس هذه المكالمة الهاتفية استمرار العلاقة الوثيقة بين طهران و"أنصار الله"، في وقت لا تزال فيه إيران وسوريا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تعترفان رسمياً بسلطة الجماعة. وكانت طهران قد أعلنت، في 17 تشرين الأول 2020، وصول سفيرها حسن إيرلو إلى صنعاء، بعد عام من إعلان الجماعة تعيين إبراهيم الديلمي سفيراً لها لدى إيران. كما عيّنت "أنصار الله" عبد الله صبري سفيراً لدى دمشق، دون أن تُقْدِم الأخيرة على تعيين سفير في صنعاء.
وتُتهم إيران من قبل التحالف العربي بقيادة السعودية، وكذلك من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بتقديم دعم عسكري كبير للجماعة، خصوصاً عبر تزويدها بتقنيات متطورة كالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في وقت تنفي فيه الجماعة هذه الاتهامات وتؤكد أنّها تعتمد على قدراتها المحلية.
منذ سيطرة "أنصار الله" على صنعاء في أيلول 2014، تواصل الجماعة إحكام قبضتها على غالبية مناطق الشمال والوسط اليمني، فيما أطلق التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته العسكرية في 26 آذار 2015 بهدف دعم الشرعية اليمنية واستعادة السيطرة على تلك المناطق.