اقليمي ودولي

روسيا اليوم
الأربعاء 09 نيسان 2025 - 14:28 روسيا اليوم
روسيا اليوم

مفاجآتٌ عن اللحظات الأخيرة لـ"تايتانيك"... أسرارٌ تُكشَف للمرة الأولى!

مفاجآتٌ عن اللحظات الأخيرة لـ"تايتانيك"... أسرارٌ تُكشَف للمرة الأولى!

في تطور علمي وتاريخي لافت، كشف مسح رقمي شامل نُفذ عبر روبوتات أعماق، تفاصيل جديدة وغير مسبوقة عن اللحظات الأخيرة قبل غرق سفينة "تايتانيك"، مسلطًا الضوء على ظروف الغرق، والبطولة الاستثنائية التي أبداها طاقم السفينة، ولا سيما المهندسين، في واحدة من أكثر الكوارث البحرية شهرة في التاريخ.


المسح، الذي أجري على عمق 3800 متر في قاع المحيط الأطلسي، اعتمد على تكنولوجيا متطورة لرسم نموذج ثلاثي الأبعاد دقيق للسفينة المنكوبة، مستندًا إلى أكثر من 700 ألف صورة التقطت لإنشاء ما وصفه الباحثون بـ"التوأم الرقمي" للحطام، بهدف إعادة بناء المشهد الأخير بدقة علمية فائقة.


كشفت النتائج التي توصل إليها الباحثون أن طاقم المهندسين ظل يعمل حتى اللحظات الأخيرة في غرفة الغلايات، ساعيًا للحفاظ على الأضواء مضاءة في محاولة لتأمين إطلاق قوارب النجاة وسط الفوضى، ما يشير إلى بطولات غالبًا ما غابت عن الأضواء. وقد رُصدت غلايات لا تزال مقعّرة، وصمامات مفتوحة تشير إلى استمرار تدفق البخار، وهو ما يؤكد أن أنظمة السفينة الكهربائية كانت لا تزال تعمل حتى انهيار القسم الأمامي منها.


وبحسب المحاكاة الحاسوبية التي جرى تحليلها بناءً على النموذج الرقمي، فإن السبب المباشر لغرق السفينة ربما لا يعود فقط إلى تمزق كبير في الهيكل، بل إلى ثقوب صغيرة بحجم ورقة A4، نجمت عن سلسلة من الفتحات المتتالية على امتداد جسم السفينة بعد اصطدامها بجبل جليدي ليل 14 نيسان 1912. هذا الضرر البنيوي تسبب بخرق ست حجرات مانعة لتسرّب المياه، ما أفقد السفينة قدرتها على الطفو تدريجيًا، وأدى إلى استشهاد نحو 1500 من أصل أكثر من 2200 راكب كانوا على متنها.


ومن بين أبرز الاكتشافات، فتحة كبيرة في سقف إحدى المقصورات يُرجّح أنها ناتجة عن الاصطدام بالجبل الجليدي، ما يتطابق مع شهادات عدد من الناجين الذين أكدوا دخول كتل من الجليد إلى كبائن الركاب، ما تسبب في حالة من الهلع بين الركاب.


وقال باركس ستيفنسون، أحد أبرز المحللين في شؤون "تايتانيك"، إن "السفينة تمثل آخر شاهد عيان على المأساة. لفهم ما جرى بدقة، نحتاج إلى مقاربة علمية شاملة تضع كل دليل في سياقه الحقيقي. أشبه ما يكون بتحقيق في مسرح جريمة".


وتأتي هذه النتائج في وقت يحذر فيه العلماء من التدهور السريع لحطام "تايتانيك" تحت الماء، وسط مخاوف من أن تختفي معالم السفينة بالكامل خلال العقود الأربعة المقبلة بسبب التيارات العنيفة، والكائنات الدقيقة التي تلتهم المعدن.


هذا المسح هو جزء من عمل تحضيري لفيلم وثائقي يحمل عنوان "تايتانيك: البعث الرقمي"، من إنتاج "ناشيونال جيوغرافيك" بالتعاون مع شركة "أتلانتيك برودكشنز"، ويهدف إلى تقديم رواية دقيقة ومدعومة بالأدلة المرئية والتقنية لواحدة من أكثر الحوادث إلهامًا وغموضًا في التاريخ البحري.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة