بينما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء أمس الجمعة، عن "يوم ناجح" من المحادثات بين روسيا وأوكرانيا، معبّرًا عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تسوية، بدأت الأسئلة تُثار حول فحوى التقدم المُحرز، خصوصاً في ظل الرفض العلني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمقترح الأميركي القاضي بالتخلي عن أراضٍ أوكرانية تحتلها روسيا.
غير أن تطوراً جديداً طرأ على خط المفاوضات، حيث صاغت القيادة الأوكرانية مقترحاً مضاداً يتضمن بعض المطالب التقليدية لكييف، لكنه في الوقت نفسه يلمّح إلى استعداد لتقديم تنازلات في ملفات طالما اعتُبرت غير قابلة للمساومة، وعلى رأسها مسألة الأراضي المحتلة.
وبحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المقترح الأوكراني يشمل:
1- عدم فرض أي قيود على عديد وحجم الجيش الأوكراني.
2- نشر "وحدة أمنية أوروبية" مدعومة من الولايات المتحدة داخل الأراضي الأوكرانية لضمان الحماية.
3- استخدام الأصول الروسية المُجمّدة دوليًا في تمويل جهود إعادة الإعمار وتعويض الأضرار التي سبّبتها الحرب.
في المقابل، لم يتضمن النص المطالبة باستعادة جميع الأراضي التي استولت عليها روسيا، كما أغفل الإشارة إلى انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهما مطلبان لطالما رفضتهما موسكو واعتبرتهما خطاً أحمر.
وكان ترامب قد كتب عبر منصة "تروث سوشيال" بعد وصوله إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس، اليوم السبت، أن "روسيا وأوكرانيا قريبتان من الاتفاق"، داعياً إلى اجتماع مباشر بين الجانبين "لإنهاء النزاع". كما ألمح إلى إمكانية عقد لقاء مع زيلينسكي على هامش مشاركته في الجنازة، بعد أيام من توجيهه انتقادات حادة للرئيس الأوكراني لرفضه التنازل عن شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها روسيا عام 2014، واصفاً تلك التصريحات بأنها "تحريضية".
من جانبه، أوضح مسؤول أوكراني كبير، فضّل عدم الكشف عن هويته، أن زيارة زيلينسكي المحتملة إلى روما قد تتضمن عرض المقترح الجديد مباشرة على ترامب.
أما موسكو، فبدت حذرة في تصريحاتها. إذ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تدرس بالفعل "مقترحات جدية" بشأن تسوية النزاع، لكنها لن تكشف عن مضمون المحادثات قبل التوصّل إلى اتفاق، في حين اتهم زيلينسكي بالإفصاح عن تفاصيل لم تُحسم بعد.
الـــمــــزيــــــــــد
