اقليمي ودولي

العربية
الخميس 01 أيار 2025 - 18:47 العربية
العربية

بعد فضيحة "سيغنال"... مستشار الأمن القومي الأميركي يستقيل

بعد فضيحة "سيغنال"... مستشار الأمن القومي الأميركي يستقيل

كشفت مصادر مطلعة لوسائل إعلام أميركية أن مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز ونائبه أليكس وونغ يستعدان لمغادرة منصبيهما في إدارة الرئيس دونالد ترامب، في خطوة وُصفت بأنها ترتبط بتداعيات داخلية شهدها البيت الأبيض في الأسابيع الماضية. ومن المتوقع أن تتم الاستقالتان اليوم الخميس، فيما لم يصدر عن البيت الأبيض أي تعليق رسمي حتى الآن حول هذه الأنباء.


وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من تعرض والتز لانتقادات لاذعة إثر حادثة اعتُبرت محرجة للأمن القومي الأميركي. ففي آذار الماضي، قام والتز بإنشاء مجموعة محادثة عبر تطبيق "سيغنال" المُشفر، ضمّ إليها بطريق الخطأ الصحافي الأميركي المعروف جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك".


وأثناء النقاشات التي جرت في المجموعة، تداول كبار مسؤولي الأمن القومي معلومات حساسة حول خطط لضرب أهداف تابعة لجماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن. ووقعت الضربات فعلاً بعد أيام من تلك المحادثات، حيث شنّت القوات الأميركية سلسلة غارات استهدفت مواقع يُعتقد أنها مرتبطة بتسيير المسيّرات وإطلاق صواريخ باتجاه المصالح الأميركية في البحر الأحمر.


وبالرغم من أن غولدبرغ لم يكشف في البداية سوى القليل من التفاصيل، فقد قرر لاحقاً نشر صور من المحادثة بعد أن نفت شخصيات بارزة في الإدارة – منهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ومدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف – تبادل أي معلومات مصنفة ضمن الأسرار الأمنية.


وأظهرت الصور توقيت تنفيذ الضربات العسكرية، وأنواع الأسلحة المستخدمة، وبعض التفاصيل التكتيكية، ما أثار تساؤلات حول مدى التزام مسؤولي الإدارة بالمعايير الأمنية، وأشعل نقاشاً داخلياً في البيت الأبيض حول وجوب استقالة والتز.


إلا أن الرئيس ترامب تمسّك بمستشاره حينها، ورفض المطالبات باستقالته، واصفاً والتز في مؤتمر صحافي بـ"الرجل الصالح الذي تعلّم درساً قاسياً"، وأكّد أن "النية لم تكن خرقاً أمنياً، بل مجرد خطأ تقني".


لكن يبدو أن الضغط الداخلي المتراكم، إلى جانب التحولات الجارية في فريق ترامب الأمني مع اقتراب الصيف السياسي الساخن في واشنطن، دفعت إلى تسريع خروج والتز ووونغ من منصبيهما. وتشير تسريبات من البيت الأبيض إلى أن مستشار الأمن القومي الجديد سيكون من داخل الفريق نفسه، وأن الإعلان عن الاسم سيتم خلال أيام.


وتأتي هذه الاستقالة في وقت تشهد فيه السياسة الخارجية الأميركية تصعيداً مستمراً في الملف اليمني، وتوتراً مع إيران، وتنسيقاً مع السعودية والإمارات حول استهداف منصات الإطلاق التي تستخدمها جماعة الحوثي في استهداف الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.


خلفية سياقية موسّعة:

سبق أن واجهت إدارة ترامب في فترته الأولى انتقادات مماثلة بشأن تعاطيها مع التسريبات الأمنية، أبرزها قضية "مايكل فلين"، مستشار الأمن القومي الأسبق الذي استقال في العام 2017 بعد تسريبات لمحادثاته مع السفير الروسي آنذاك. وقد شكّلت هذه الحوادث محور نقاش دائم داخل الإدارة بشأن استخدام التطبيقات المشفّرة والرقابة على التواصل بين المسؤولين.


ويُعد مايك والتز شخصية مؤثرة في دوائر الأمن القومي داخل الحزب الجمهوري، وهو عضو سابق في الكونغرس ومقاتل سابق في القوات الخاصة الأميركية، ويحظى بعلاقة شخصية متينة مع ترامب. أما نائبه أليكس وونغ، فكان قد عمل سابقاً في وزارة الخارجية، وبرز اسمه في ملفات تتعلق بآسيا وحقوق الإنسان في الصين وكوريا الشمالية.

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة