اقليمي ودولي

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
السبت 03 أيار 2025 - 06:58 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

هذا هو سيناريو "الخربطة" الإيرانية

هذا هو سيناريو "الخربطة" الإيرانية

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد


على الرغم من الضبابية في المناخات الخاصة بجلسات التفاوض الأميركية – الإيرانية، فإن ما تحقّق في الجلسات السابقة، يُنبىء بوجود نواة اتفاق قد يفضي إلى اتفاق جديد على الطاولة، سواء كانت الجلسة المقبلة في عمان أو في روما.


وباعتقاد مرجعٍ دبلوماسي، فإن التفاوض انتقل إلى مرحلة بلورة الخيارات والضغط لحصد النقاط بالنسبة للطرفين، أو لطرفٍ واحد هو الطرف الأميركي، الذي يضع أكثر من سيناريو للتعاطي مع الرفض الإيراني لما يطرحه من شروطٍ، أبرزها عدم تعليق العمليات العسكرية الأميركية ضد الحوثيين في اليمن بالتزامن مع عملية التفاوض، وهو ما قد اضطرّ طهران للموافقة عليه للمرة الأولى، بسبب ضيق الخيارات أمامها.


والسؤال المطروح اليوم، ما إذا كان انعدام الثقة بين واشنطن وطهران، أم التوافق على دراسة ومراجعة الخيارات قبل التفاهم، وراء تعطيل أو عدم تحديد موعدٍ لجلسة تفاوض غير مباشرة؟ لا يبدو الجواب على هذا السؤال سهلاً، يقول المرجع الدبلوماسي، الذي يكاد يحسم بأن التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي، ليس بعيداً وسيُنجزه الجانبان قبل نهاية مهلة الإنذار التي حدّدها الرئيس دونالد ترامب لإيران، قبل أن يلجأ إلى خيار التصعيد، بمعنى أن الإتفاق المرحلي أو المؤقت هو النتيجة الأكثر ترجيحاً في نهاية المطاف وقبل نهاية المهلة، على أن يبدأ نقاش في مرحلة لاحقة من أجل التوصل إلى اتفاقٍ نهائي، وهو ما قد يستغرق وقتاً أطول.


لكن الإعلان عن تفاهم يضغط في اتجاهه الرئيس الأميركي ووفق شروطه، قد يتأخر ربما بعض الوقت، وذلك بانتظار موافقة إيران التي لا تزال تملك هامشاً صغيراً من المناورة، وهي تنشط في توظيفه في اليمن وسوريا وغزة ولبنان، ولو بنسبٍ متفاوتة ما بين هذه الساحات، خصوصاً بعدما باتت سوريا خارج جغرافيا المحور، ولبنان يستعد لمرحلة جديدة تغيب عنها طهران، فيما غزة تقف أمام اتفاق على هدنةٍ لأيام مع إسرائيل.


وقد تكون هذه الهوامش هي المسؤولة عن "تعطيل" جلسة المفاوضات التي كانت مرتقبة، حيث أن المرجع الدبلوماسي يرى في مشهد الإضطرابات الأمنية المتكرّرة في سوريا وبمناطق متفرقة على خلفيات مخططٍ مدروس لإثارة النعرات الطائفية، أو في لبنان ومشهد التأزم مجدداً بفعل النقاش حول سلاح "حزب الله"، نموذجاً لما يمكن أن يكون عليه سيناريو "الخربطة" الإيرانية، في حال انسدّ أفق الحل الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الأميركية.


ولا تقف التنازلات عند ما تحدّده طهران من شروط أميركية في البيانات والتصريحات على لسان مسؤوليها، بل إن ما يعلنه ترامب هو الذي يعبّر عن الشروط الحقيقية، والتي لا تزال غير مقبولة من القيادة الإيرانية، على الأقل حتى الآن، رغم حتمية الحل الدبلوماسي الذي يتحدث عنه بشكل جدّي الرئيس الأميركي، وبمعزلٍ عن الإعتراض الإسرائيلي.


وبناءً على ما تقدّم، فإن الأجواء "الملبّدة" في بيروت ليست معزولةً عن التجاذب الأميركي ـ الإيراني، وهي مرشحة لأن تبقى على حالها لبعض الوقت حتى اتضاح مسار المفاوضات وبلورة مسودة الإتفاق الذي بات الطرفان بحاجةٍ إليه، إنما لم تنضج ظروفه بعد.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة