الناشط في البلدة، غابي الحاج، أوضح في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن الفكرة بدأت بعد انتهاء الحرب الأخيرة، حيث قرّر أبناء البلدة وضع تمثال كبير للسيدة العذراء قرب البركة، بدلاً من تمثال صغير كان موجودًا سابقًا، وقد اتُّخذ هذا القرار انطلاقًا من شعور جماعي بأن البلدة حُميت بفضل شفاعة العذراء، إذ لم تتعرض لدمار كبير، ولم يسقط فيها شهداء."
وأشار إلى أن "الألوان التي اختيرت لطلاء الأرصفة مستوحاة من لون ثوب السيدة العذراء، وقد تعمّدنا استخدام درجة الأزرق الداكن (الكحلي) تحديدًا لتفادي أي تشابه مع ألوان العلم الإسرائيلي، ومع ذلك، تم تفسير الخطوة بشكل خاطئ، ما أدى إلى جدل غير مبرّر".
وأبدى الحاج أسفه لما وصفه بـ"ردود الفعل التصادمية"، مشيرًا إلى أن "الأمر قد يتحوّل إلى نهجٍ تصادمي أخطر، يُمكن أن يصل لاحقًا إلى الاعتراض على أجراس الكنائس أو الرموز الدينية الأخرى، وهو أمر مرفوض تمامًا".
وأضاف: "رميش لم ترفع يومًا سوى علم لبنان، حتى في أصعب المراحل خلال الثمانينات والتسعينات، ومع وجود الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، بقي العلم اللبناني وحده مرفوعًا".
وردًّا على الاتهامات بالخيانة، أكد الحاج أنّ "أهالي رميش كانوا من أكثر الناس صمودًا خلال الحرب الأخيرة، حيث بقوا في منازلهم تحت القصف، ورفضوا مغادرة أرضهم رغم كل المخاطر، إيمانًا منهم بأن التخلّي عن الأرض يعني فقدانها إلى الأبد".
وتابع: "شهدنا الموت، وعشناه لحظة بلحظة، لكننا بقينا، نحن وأولادنا، لأننا نعرف أن البقاء هو خيار المقاومة الحقيقي، هذه القناعة الجذرية هي التي حمَت رميش".
وشدد على احترام خصوصيات جميع الطوائف والمعتقدات، وقال: "نؤمن بشفاعة السيدة العذراء، كما نحترم معتقدات إخوتنا الشيعة والسنّة والدروز، إيماننا لا يتعارض مع وحدة الأرض، بل يعزّز تمسكنا بها".
وختم الحاح، بالقول: "نأمل أن تطوى هذه الصفحة نهائيًا، الاتهامات بالخيانة لم تعد مقبولة، ولا يمكن أن تبقى سيفًا مسلّطًا على رقاب من يتمسكون بإيمانهم وهويتهم وأرضهم، من المعيب أن تستمر هذه اللغة في بلد نحتاج فيه إلى مزيد من التفاهم والتضامن، لا إلى الانقسام وسوء الظن".