صدر عن رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف بيان شديد اللهجة، عبّرت فيه عن استيائها ممّا وصفته بـ"الانقلاب" على الاتفاق البلدي الذي كان قائماً بين الكتلة الشعبية وحزب "القوات اللبنانية" في مدينة زحلة، معتبرة أنّ ما جرى يمثل خروجاً عن التفاهمات المتفق عليها واستهدافاً مباشراً للكتلة ومحاولة لإلغائها من المشهد الانتخابي.
وجاء في البيان: "إلى أهلنا وأحبائنا في مدينة زحلة، لأنكم مرجعيتنا النهائية أردنا أن نعود إلى صفوفكم لنضعكم في أجواء الانقلاب على الكتلة الشعبية في الانتخابات البلدية. ونُسمّي ذلك انقلاباً لأن لا توصيف آخر له، ولأن المعني به انتظر حتى الأيام الأخيرة وانقضّ على التوافق."
وأشارت سكاف إلى أنّ الكتلة الشعبية رحّبت منذ البداية برغبة "القوات اللبنانية" بالتحالف، انطلاقاً من حرصها على تجنيب المدينة "المنافسات والتحديات والمعارك"، ولأجل توفير مناخ بلدي قادر على العمل الإنمائي ضمن فريق متجانس.
وأضافت: "ذهبنا إلى التوافق ويدنا ممدودة، وكانت الآمال مفعمة بأن هذا التلاقي سيصبّ في مصلحة زحلة، وأن لا امتدادات له إلى أي شأن سياسي في المستقبل".
وتابعت سكاف مشيرة إلى أنّ الكتلة تحمّلت في سبيل هذا التوافق "النزعات الفوقية" و"الرؤوس التي لا تحملها أكتاف"، مؤكدة أنّ الكتلة كانت تواجه يومياً تعاليم القوة وسرديات الشكر لأن "الرب منّ علينا بهذا التحالف"، على حد تعبيرها. وكشفت أنّ الطرف الآخر، في إشارة إلى القوات، "باعنا وعوداً لا تنتهي وكلاماً في الهواء".
وقالت: "في البدايات، ومن أجل استمالة الكتلة، تم الاعتراف بحقنا في العدد ونائب الرئيس، قبل أن نكتشف أن هناك أوهاماً تم بيعها لعدة مرشحين إلى رئاسة البلدية، وذهبت أدراج الرياح بسبب التباينات الداخلية لدى القيّمين على الاستحقاق".
وأوضحت سكاف أن مرحلة التسميات شهدت ما وصفته بـ"حروب الإلغاء والتصفيات"، حيث جرى الطعن بكل اسم اقترحته الكتلة، في حين تم تمرير أسماء مرشحين من اختيار "القوات" على أنهم ضمن حصة الكتلة. واتّهمت "القوات" بتسخير معايير انتقائية بحق مرشحي الكتلة، مشيرة إلى أنّ أبناء زحلة جميعهم أصحاب كفاءات وليسوا دون غيرهم.
وأضافت أنّ "القوات نصّبت نفسها لجنة حكم على زحلة وأخضعت الناس لاختبارات هوية وانتماء"، معتبرة أنّها كانت "تشتري الوقت" بهدف تمرير خطتها البديلة التي تقضي بإقصاء الكتلة الشعبية عن أي دور انتخابي فعلي.
ووصفت ما جرى بأنه "إلغاء ممنهج" تجلّى في تغييب تمثيل الكتلة عن عشاء منسقية زحلة في معراب، رغم أنّ الكتلة كانت "ستشكل عصب نجاح اللائحة الائتلافية".
واعتبرت أنّ بيان انسحاب "القوات" وما تضمّنه من حديث عن "اختلاف في الرؤية والنهج والنوايا" لا يعدو كونه "غطاء لعملية غدر ممنهجة".
وختمت سكاف بيانها بالتأكيد أن الكتلة الشعبية أصبحت "في حلّ من أي التزامات" بعدما رفضت أن تكون "عائلة سكاف وروح إيلي سكاف مأمورة نفوس لدى القوات اللبنانية أو مجرد جسر عبور إلى البلدية"، مشددة على أنّ "ما بيصح إلا الصحيح" وأنّ الكتلة الآن باتت تدرس خياراتها المفتوحة في الاستحقاق البلدي.