اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الثلاثاء 06 أيار 2025 - 08:16 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

ملاجئ وخطط سرّية... لندن تستعد لهجوم روسي مباشر

ملاجئ وخطط سرّية... لندن تستعد لهجوم روسي مباشر

تستعد بريطانيا، بهدوء وسرية، لاحتمال هجوم عسكري مباشر من روسيا، في ظل تصاعد التوترات بين الطرفين بسبب الحرب في أوكرانيا، وفق ما نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية في تقرير خاص يكشف عن تحركات أمنية غير مسبوقة منذ نحو عقدين.


وبحسب الصحيفة، طُلب من كبار المسؤولين البريطانيين تحديث خطط الطوارئ الوطنية التي تعود إلى ما قبل عشرين عاماً، وتشمل إجراءات تضع المملكة المتحدة في حالة تأهب شامل لأي حرب محتملة، وذلك على خلفية تهديدات روسية متكررة للندن.


وتتضمن الخطة الجديدة إقامة مخابئ آمنة لحماية مجلس الوزراء والعائلة المالكة، وإطلاق برامج توعية عامة مرتبطة بإجراءات زمن الحرب، إضافة إلى تخزين موارد حيوية تحسّباً لانقطاع سلاسل الإمداد في حالة هجوم واسع.


وفق مصادر "تلغراف"، أبدى عدد من الوزراء والمسؤولين الأمنيين في لندن قلقاً متزايداً من احتمال تفوّق روسيا وحلفائها ميدانياً، وذهب بعضهم إلى التشكيك في قدرة البلاد على الصمود حتى في إجراءات الدفاع الأولية، لا سيّما في حال شُنّت ضربة مفاجئة على البنية التحتية.


ويأتي هذا التحرك الأمني بعد تهديدات أطلقتها موسكو، منذ السادس من أيار 2024، إثر تصريحات لوزير الخارجية البريطاني آنذاك دافيد كاميرون الذي أكد أن لأوكرانيا الحق في استخدام الأسلحة التي زودتها بها لندن لضرب أهداف داخل روسيا.


وردّاً على ذلك، هددت موسكو بضرب أهداف بريطانية سواء في أوكرانيا أو خارجها، وهو ما كررته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لاحقاً، مشددة على أن أي استخدام بريطاني مباشر في الحرب سيقابل برد روسي فوري.


تشير التقييمات الأمنية البريطانية إلى أن البنية التحتية الوطنية – بما في ذلك محطات الغاز، الكابلات البحرية، محطات الطاقة النووية، مراكز النقل – عرضة لهجمات محتملة، سواء عبر الصواريخ التقليدية أو الحرب السيبرانية.


وبناءً على ذلك، دعا مسؤولون في وزارة الدفاع إلى ضرورة تطوير نظام دفاع جوي مشابه للقبة الحديدية التي تعتمدها إسرائيل، لمواجهة التهديدات الصاروخية المتطورة.


وتكشف الصحيفة أن سيناريوهات الخطة المطروحة تشمل احتمال تعرض البلاد لضربات نووية، أو هجومات صاروخية أسرع من الصوت، أو هجمات إلكترونية تعرقل الشبكات الحيوية.


وفي نيسان الماضي، أشار مسؤول رفيع في سلاح الجو الملكي البريطاني إلى أن "لو وقعت الليلة الأولى من الحرب الأوكرانية في بريطانيا، لكانت الصواريخ الروسية أصابت أهدافاً حيوية بسهولة"، مشدداً على الحاجة لإعادة النظر في القدرات الدفاعية الجوية للبلاد.


وأكدت الصحيفة أن دولاً مثل روسيا، الصين، وإيران تمتلك صواريخ فرط صوتية، تصل سرعتها إلى عشرة أضعاف سرعة الصوت، مع قدرة عالية على المراوغة، ما يجعل التصدي لها أكثر تعقيداً من الصواريخ الباليستية الكلاسيكية.


ويُنظر بقلق خاص إلى محطات الطاقة النووية الخمس النشطة في المملكة المتحدة، إذ أن استهدافها قد يؤدي إلى تسرب مواد مشعة، ويتسبب في "آثار أمنية وصحية وبيئية واقتصادية طويلة الأمد"، بحسب تقييم حكومي سري.


الخطة التي أعدتها "مديرية المرونة" في مكتب مجلس الوزراء، ستُوجّه رئيس الحكومة وفريقه بشأن كيفية التصرف في حال اندلاع حرب، بما في ذلك متى يجب الانتقال إلى مخبأ تحت الأرض داخل "داوننغ ستريت" أو خارج العاصمة لندن.


وستغطي الخطط كافة القطاعات الحيوية، من شبكات السكك الحديدية، الطرق، المحاكم، النظام البريدي، إلى خطوط الهاتف، إلا أن الوثيقة يُتوقع ألا تُنشر للعامة، نظرًا لحساسيتها.


وقد أعدّت الحكومة البريطانية أيضاً نماذج حول تأثيرات الهجوم النووي المباشر على البلاد، لكن نتائج هذا التقييم لا تزال سرّية للغاية، بحسب التقرير.


هذا وتأتي هذه التطورات في وقت يحذّر فيه قادة الناتو من أن العام 2025 قد يشهد تصعيداً عسكرياً واسع النطاق بين روسيا والغرب، ما يعزز احتمالات خروج الحرب الأوكرانية عن حدودها الجغرافية، ويدفع بريطانيا والدول الأوروبية لإعادة النظر في جاهزيتها الدفاعية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة