أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الأربعاء، عن توقيف طبيب عسكري سابق يُدعى بسام يوسف سلمان علي، بتهم تتعلق بارتكاب "جرائم طبية وإنسانية جسيمة" بحق معتقلين سياسيين، خلال فترة عمله في مستشفى تشرين العسكري بالعاصمة دمشق، وذلك في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.
وجاء في بيان رسمي نشرته الوزارة على صفحتها في تطبيق "تليغرام"، أن مديرية أمن دمشق تمكنت من "إلقاء القبض على الطبيب المجرم بسام يوسف سلمان علي، أحد الضباط العاملين في مستشفى تشرين العسكري خلال حقبة النظام البائد"، وفق تعبير البيان.
ووصفت الوزارة الطبيب الموقوف بأنه "أحد المتورطين في الجرائم الطبية التي ارتُكبت بحق المعتقلين داخل مشفى تشرين، والذي تم تحويله إلى مسلخ بشري"، على حد تعبير البيان، مضيفة أن الموقوف "كان شريكًا في عمليات تعذيب وقتل المعتقلين المحالين إلى المشفى، إضافة إلى تورّطه في تجارة الأعضاء البشرية وابتزاز ذوي المعتقلين".
كما أشار البيان إلى أن الطبيب بسام "كان له دور مباشر في تصفية عدد من المعتقلين عبر حقنهم بمواد قاتلة داخل أروقة المشفى، في انتهاك صارخ لكل القوانين الطبية والإنسانية"، بحسب ما ورد في البيان.
وأوضحت وزارة الداخلية أن التحقيقات لا تزال جارية مع الطبيب الموقوف لكشف المزيد من الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها خلال سنوات عمله، مشيرة إلى أنه سيُحال إلى القضاء لينال جزاءه العادل.
ويأتي هذا الإعلان في ظل تحولات أمنية وسياسية متسارعة تشهدها سوريا، بعد أكثر من عقد على الحرب التي اندلعت في البلاد عام 2011. وقد وُجّهت خلال السنوات الماضية اتهامات متكررة للنظام السوري بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من ضمنها التعذيب، والإعدامات خارج القانون، والتصفية في السجون، والاختفاء القسري.
وتُعد قضية مشفى تشرين العسكري من القضايا المثيرة للجدل في الأوساط الحقوقية، إذ ورد اسمه في العديد من التقارير الدولية التي وثّقت انتهاكات طبية وإنسانية بحق المعتقلين، لا سيما عبر شهادات ناجين وذوي ضحايا.