شهد المسرح البلدي الكبير في مدينة بيزييه الفرنسية، مساء أمس الخميس، أمسية استثنائية بيعت جميع تذاكرها، احتفالاً بعودة الموسيقي عمر حرفوش إلى المدينة التي أطلق منها قبل عام “كونشيرتو السلام”، العمل الموسيقي الذي أصبح اليوم رمزًا عالميًا للوحدة والتسامح.

وأثناء أداء حرفوش لمقطوعته الجديدة بأسم "تحية إلى البابا فرانسيس"، والتي ألفها تكريمًا للبابا الراحل بعد لقائه به في الفاتيكان، شهدت العاصمة الإيطالية روما لحظة تاريخية مدهشة: تصاعد دخان أبيض من كنيسة سيستين، معلنًا انتخاب البابا الجديد، ليون الرابع عشر. هذا التزامن النادر أضفى على الأمسية طابعًا روحانيًا عميقًا، وكأن السماء تجاوبت مع الرسالة الموسيقية للسلام.
بقيادة المايسترو ماثيو بونين وبمرافقة أوركسترا بيزييه المتوسطية، قدّم حرفوش أداءً مؤثرًا، أكد خلاله على ارتباطه العاطفي بالمدينة التي شهدت ولادة هذا العمل الفني، قبل أن يطوف به حول العالم من باريس إلى روما، ودبي، وصولًا إلى الولايات المتحدة.

تميّز الحفل بحضور عدد من الشخصيات الروحية والثقافية والإعلامية، من بينهم المونسنيور جان لوي بروجيس، الأسقف الفخري لأنجيه وأمين مكتبة الفاتيكان السابق، الذي أضفى بحضوره بعدًا دينيًا مميزًا على الأمسية.
كما شارك في الأمسية كل من أنتوني ديلون، أدريانا كاريمبو، مارك لافوان، إيلي سيمون، آن رومانوف، وسيندي فابر، إلى جانب الإعلامي بنيامين كاستالدي الذي تولى تقديم الأمسية رغم إصابته الأخيرة.

بعد عام على انطلاقه، يواصل "كونشيرتو السلام" تأكيد رسالته الإنسانية، كاسرًا الحواجز الثقافية والجغرافية، وداعيًا إلى عالم أكثر انسجامًا. ووسط تصفيق الجمهور في بيزييه، بدت كل نغمة بمثابة دعوة حقيقية للسلام، انسجامًا مع كلمات البابا فرانسيس: "السلام ليس غياب الحرب فحسب، بل هو حالة يكون فيها الإنسان في وئام مع نفسه، والطبيعة، والآخرين".

