في ظل سعي الحكومة السورية لرفع العقوبات الأميركية المفروضة على البلاد، كشف مصدران مطّلعان أن بعثة قطرية بدأت عمليات بحث عن رفات أميركيين قُتلوا على يد تنظيم "داعش" في سوريا قبل نحو عقد من الزمن، في خطوة أحيت جهودًا مستمرة منذ سنوات لاستعادة رفاتهم.
وأفاد المصدران بأن "مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية" بدأت مهمتها يوم الأربعاء الماضي، برفقة عدد من الأميركيين. وأشارا إلى أن المجموعة، التي سبق أن أُرسلت من الدوحة للمشاركة في عمليات الإغاثة في مناطق الزلازل في المغرب وتركيا خلال السنوات الماضية، عثرت حتى الآن على رفات ثلاثة أشخاص، وفق ما نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة.
وذكر أحد المصدرين، وهو مسؤول أمني سوري، أنّه لم يتم حتى الآن تحديد هويات الأشخاص الذين عُثر على رفاتهم، فيما أوضح المصدر الثاني أنّه لم يُعرف بعد مدى استمرار المهمة.
وكانت مصادر مطّلعة قد أفادت في وقت سابق بأن واشنطن قدّمت إلى دمشق لائحة شروط من أجل رفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عهد النظام السابق، من ضمنها الكشف عن مصير أميركيين فُقدوا خلال سنوات الحرب، وفق ما نقلته "رويترز" في أواخر آذار الماضي.
إلى ذلك، أكدت المصادر أنّ السلطات السورية أبلغت الجانب الأميركي بأنها تبذل كل ما في وسعها للكشف عن مصير الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي خُطف قرب دمشق عام 2012.
وكان تايس يبلغ من العمر 43 عامًا حين دخل سوريا، وقد عمل لصالح وكالات وصحف عدّة، من بينها وكالة "فرانس برس"، و"ماكلاتشي نيوز"، و"واشنطن بوست"، و"سي بي إس"، قبل أن يُحتجز عند نقطة تفتيش في آب 2012. وقد نفى حينها النظام السوري مسؤوليته عن احتجازه.
يُذكر أنّ تنظيم "داعش"، الذي بسط سيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق بين عامي 2014 و2017، أعدم عددًا من الرهائن عبر قطع رؤوسهم، ونشر مقاطع فيديو توثق هذه العمليات الوحشية، ومن ضمن الضحايا رهائن أميركيون وأوروبيون.
ورغم التراجع الحاد في قدرات التنظيم منذ عام 2017، إلا أن بعض خلاياه ما تزال تنشط في مناطق متفرقة، خصوصًا في البادية السورية.
الـــمــــزيــــــــــد
