يرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم بيرم في حديث الى "ليبانون ديبايت" أن لبنان ليس بمنأى عن الحراك الاميركي، بل هو جزء أساسي من مشهد إقليمي تُعاد صياغته وفق قواعد أميركية جديدة.
ويؤكد أن "زيارة الرئيس الأميركي ستنعكس على لبنان، فهو جزء من المنطقة، والأميركي يخطّط للمنطقة ككل"، ويضيف: "رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أصبح جزءًا من المشهد الأميركي، وهو من ركائز التحرك الأميركي في المنطقة، تحديدًا في ما يتعلق بالحكم المقبل في لبنان"، لكنه يسأل في المقابل: "ما الذي يستطيع الأميركي أن يقدّمه فعليًا للرئيس عون؟"
ويتوقف بيرم عند تصريح الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، الأخير، والذي أشار فيه بوضوح إلى أن "القضية تمرّ من عند حزب الله"، معتبراً أن ذلك يعكس واقعًا مفاده أن الحزب جزء لا يتجزأ من معادلة الحكم المقبلة، ولا يمكن القفز فوقه أو تجاوزه.
ويضيف: "أي محاولة لإقصاء حزب الله قد تفجّر الوضع، وهذا ما لا تريده واشنطن في هذه المرحلة الدقيقة".
وينبّه بيرم الى أن الولايات المتحدة تتعامل مع قوى محور المقاومة واحدة تلو الأخرى، مشيراً إلى أن "الأميركيين يفاوضون الحوثيين، ويتواصلون مع الإيرانيين والعراقيين، واليوم بدأوا بالحديث مع حركة حماس، ويبقى حزب الله وحده خارج دائرة التواصل العلني".
ويلفت إلى أن واشنطن لم تكن بعيدة عن التواصل مع الحزب سابقًا، موضحًا: "في مراحل سابقة، حاول الأميركيون فتح قنوات مع حزب الله عبر وسطاء وموفدين، وكانوا يستشرفون موقفه من ملفات إقليمية حساسة، وهذا ما أكده السيد حسن نصرالله مرارًا، حين أعلن أن الأميركيين أرسلوا لهم موفدين وتمنّوا عليهم أمورًا معينة، لكن حزب الله كان يرفض أو يُعارض".
أما اليوم، يتساءل بيرم: "هل زاد الحزب من حدّة اعتراضه؟ هذا سؤال لا يملك أحد جوابًا واضحًا عليه حالياً".
لكنه يشير إلى أن حزب الله يبدو مرتاحًا لمسار المفاوضات الإيرانية - الأميركية، معتبرًا أنه "في حال التوصل إلى تفاهم نووي جديد، ستُفتح آفاق جديدة في المنطقة، وقد نشهد مرحلة مختلفة بالكامل".