المحلية

ليبانون ديبايت
الخميس 15 أيار 2025 - 07:03 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

تفاصيلُ الانقلاب على جان أبو جودة

تفاصيلُ الانقلاب على جان أبو جودة

"ليبانون ديبايت"


بعد مرور أكثر من أسبوع على الانتخابات البلدية التي جرت مؤخراً في منطقة الجديدة – البوشرية – السد، تبيّن أن المعركة لم تكن، كما صُوّرت، بين لوائح مدعومة من أحزاب متقابلة. بل إن المشهد الحقيقي كان أعقد بكثير، ويكشف عن انقلاب سياسي صامت ضد اللائحة التي ترأسها المهندس جان أبو جودة، والتي كانت ظاهرياً تحظى بدعم التيار الوطني الحر والنائب ميشال المر.


فمن جهة، شكّلت اللائحة المقابلة تحالفاً غير مسبوق ضم القوات اللبنانية، الكتائب، حزب الطاشناق، والنائب إبراهيم كنعان، والاتحاد السرياني اضافة إلى رئيس البلدية السابق أنطوان جبارة، ما منحها زخماً سياسياً وانتخابياً واضحاً. في المقابل، رغم الإعلان عن دعم التيار الوطني الحر وميشال المر للائحة أبو جودة، إلا أن مجريات ما قبل يوم الانتخابات ويوم الاقتراع نفسه تكشف عن انسحاب فعلي، بل وانقلاب واضح من قبل هاتين الجهتين.


وتكشف المعطيات أن الماكينة الانتخابية التابعة للائحة أبو جودة خرجت عن الخدمة بشكل مفاجئ عشية الانتخابات، كما تعرض "السيستم الإلكتروني" الخاص بالمكنة لعطل كامل لم تعرف أسبابه فانقطع التواصل بين الماكينة الانتخابية والمندوبين الذين كان يُفترض أن يتواجدوا في مراكز الاقتراع، علماً أن المسؤولين عن الماكينة الانتخابية هم من المنتسبين أو المحسوبين على التيار الوطني الحر.


كما كشفت المعطيات، غياب غير مبرر للنائب ميشال المر وفريقه على الرغم من أن ماكينة المر سجلت نشاطاً ملحوظاً في مناطق اخرى كالزلقا وجل الديب وانطلياس، إلا أن حضورها في السد والبوشرية والجديدة كان معدوماً، في مؤشر واضح على انسحاب أو تجميد الدعم المفترض للائحة أبو جودة.


الخلافات الداخلية في التيار الوطني الحر ساهمت بشكل كبير في ضرب لائحة أبو جودة، فبحسب المعلومات أن خلافاً داخلياً داخل التيار، بين مستشار الوزير جبران باسيل منصور فاضل من جهة، ومسؤول ملف البلديات في التيار روجيه باسيل من جهة أخرى، أدى إلى ضرب التنسيق الميداني وشلّ قدرة التيار على دعم اللائحة، ما يُفسر الغياب التام للدور الذي كان يُفترض أن يلعبه التيار في هذه المعركة التي ترك فيها أبو جودة وحيداً.


كل هذه المؤشرات تؤكد أن لائحة أبو جودة لم تسقط بسبب قوة الخصم فحسب، بل بفعل اهمال وتقصير وانقلاب داخلي ممن كان يفترض أنهم حلفاؤها، لأسباب تتراوح بين الصراعات الداخلية، وانعدام التنسيق، وربما حتى حسابات سياسية أكبر تم حسمها بعيداً عن الاضواء.


في الخلاصة، إن معركة الجديدة – البوشرية – السد لم تكن معركة لوائح سياسية واضحة، بل مشهداً غامضاً لتقاطع المصالح والانقلابات غير المعلنة خرج بها أبو جودة وحده منتصراً بحصده رقماً لا يستهان به أكد أنه لاعباً اساسياً على الساحة المتنية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة