اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الأحد 18 أيار 2025 - 17:42 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

اسرائيل تستدعي جنودًا مصابين نفسيًا... والانتحارات تتصاعد

اسرائيل تستدعي جنودًا مصابين نفسيًا... والانتحارات تتصاعد

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير نُشر اليوم الأحد، عن أزمة نفسية متفاقمة داخل صفوف الجيش الإسرائيلي، تتجلى في ارتفاع عدد حالات الانتحار بين الجنود، واستدعاء جنود يعانون من صدمات نفسية مزمنة إلى قوات الاحتياط، لتعويض النقص الحاد في القوى البشرية، رغم التحذيرات الطبية والمهنية من تداعيات هذه الخطوة.


وبحسب التقرير، فإن الجيش الإسرائيلي استدعى مئات الجنود المصنّفين نفسيًا كـ"معاقين دائمين" أو "مصابين بصدمات حادّة"، رغم معاناتهم من اضطرابات نفسية شديدة ناتجة عن مشاركات قتالية سابقة، لا سيما خلال الحرب المستمرة على غزة منذ 7 تشرين الأول 2023.


وأكدت الصحيفة أن ما لا يقل عن 35 جندياً انتحروا منذ بداية الحرب، بينهم 28 جندياً حتى نهاية العام 2024، و7 حالات أخرى تم تسجيلها منذ مطلع العام الحالي 2025، ما يُشكل ارتفاعًا حادًا مقارنة بالمتوسط السنوي في العقد الأخير، الذي بلغ 12 حالة انتحار فقط سنويًا.


وفق "هآرتس"، فإن الجيش يرد بغموض عند سؤاله عن أسباب الانتحار، ويصفها بأنها "معقدة"، نافياً وجود مؤشرات مسبقة. لكن البروفيسور إيال فروختر، رئيس المجلس الوطني للصدمات النفسية في إسرائيل، وصف سياسة استدعاء الجنود المصابين نفسيًا بأنها "خطأ فادح"، مضيفًا: "يبدو أن النقص الشديد في القوى البشرية يدفع الجيش لتجاهل الخطر".


من جانبه، قال البروفيسور يوسي ليفي بليز، رئيس مركز أبحاث الانتحار في إسرائيل، إن "التعرض المتكرر لأحداث مهددة للحياة، مع فقدان الزملاء والصدمات الأخلاقية في جبهات مثل غزة، إلى جانب سهولة الوصول إلى السلاح، كلّها عوامل تضاعف خطر الانتحار بشكل ملحوظ".


وأشار مصدر في وزارة الأمن القومي الإسرائيلية إلى أن "من بين عشرات آلاف الجنود الذين تم استدعاؤهم مؤخرًا، هناك المئات وربما الآلاف من المصابين نفسيًا، ولا توجد أي جهة رسمية تملك بيانات دقيقة عنهم، لا الجيش، ولا قسم الصحة النفسية، ولا حتى قسم التأهيل في الوزارة".


وأضاف أن البيروقراطية وانعدام التنسيق بين وزارة الأمن والجيش يؤدّيان إلى تفاقم المشكلة، إذ لا يملك الجيش معلومات كافية عن الجنود الذين يتلقون علاجًا نفسيًا ضمن وزارة الأمن، حتى في الحالات الحرجة.


ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن قسم التأهيل في وزارة الأمن يُعالج حاليًا نحو 78 ألف جريح من مختلف حروب إسرائيل، بينهم 26 ألف مصاب نفسي. ومن هؤلاء، هناك نحو 17 ألفًا أصيبوا خلال الحرب الجارية على غزة، منهم نحو 9000 يعانون من أعراض واضطرابات نفسية متقدمة.


وبحسب وزارة الأمن، فإن المصابين يُسجّلون مبدئيًا كـ"جرحى مؤقتين" بهدف تسريع حصولهم على العلاج، على أن يُعاد تقييم حالتهم لاحقًا من قبل لجان طبية قد تصنّفهم كـ"معاقين دائمين".


وأشار البروفيسور فروختر إلى أن العودة إلى ساحات القتال بالنسبة للجنود المصابين نفسيًا قد تؤدي إلى تدهور خطير في حالتهم، وتسبب حالات اضطراب نفسي مزمن. وأكد أن "التعامل الطبي والعسكري مع هذه الفئة غير كافٍ، وهناك خطر من موجات انتحار جديدة ما لم يُعالج الملف بجدية".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة