قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم الأحد، أن طهران مستعدة للتوصل إلى اتفاق نووي دائم، لكنها ستواصل أنشطة تخصيب اليورانيوم سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا.
وشدد عراقجي، في منشور عبر منصة "إكس"، على أن "إيران ترفض التفاوض عبر الإعلام، خصوصاً في ظل التباين الواضح بين التصريحات العلنية الصادرة عن الجانب الأميركي، وما يُناقَش خلف الأبواب المغلقة، بل وأحياناً بين تصريح وآخر يصدر في غضون أسبوع واحد".
وأضاف، "موقفنا من حقوق إيران كدولة عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT) واضح لا لبس فيه، ولا يمكن القبول بأي سيناريو يتضمن التخلّي عن هذه الحقوق"، مؤكداً أن "إمكانية التوصل إلى اتفاق ما زالت قائمة، في حال كانت واشنطن جادة في ضمان عدم امتلاك إيران للسلاح النووي"، قائلاً: "لكن، أنشطة التخصيب ستستمر سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا".
In addressing the talks regarding Iran's peaceful nuclear program, our U.S. interlocutors are naturally free to publicly state whatever they deem fit to ward off Special Interest groups; malign actors which set the agendas of at least previous Administrations.
— Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) May 18, 2025
Iran can only…
جاءت تصريحات عراقجي ردًا على كلام المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، الذي قال في مقابلة مع شبكة "ABC" أن "لدى واشنطن خطًا أحمر واضحًا هو تخصيب اليورانيوم"، مؤكداً أن بلاده "لن تسمح لإيران بامتلاك حتى 1% من قدرتها على التخصيب، لأن ذلك يجعل من الممكن تصنيع الأسلحة النووية".
وفي تصريحات تلفزيونية، اعتبر عراقجي أن "هذه المواقف لا تعكس واقع مسار المفاوضات"، قائلاً: "إذا كانت الولايات المتحدة معنية فعلاً بالتأكد من عدم تصنيع إيران لسلاح نووي، فنحن مستعدون للتعاون الكامل في هذا الإطار، أما إذا كانت هناك مطالب غير واقعية، فمن الطبيعي ألا تُلبى".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، في 16 أيار، أن بلاده قدّمت لطهران مقترحًا مكتوبًا لتسوية الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي، في حين جدّدت وزارة الخارجية الإيرانية استعدادها لمناقشة الحد من حجم ومستوى التخصيب، شرط رفع العقوبات، لكنها شددت على أنها لن تقبل مطلقاً بوقف برنامجها النووي السلمي، معتبرة أن هذا الحق مكفول بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، التي كانت إيران من أوائل الدول الموقعة عليها.
وتجدر الإشارة إلى أن الجانبين عقدا أربع جولات تفاوضية بوساطة سلطنة عُمان، في إطار جهود تسوية الملف النووي، إذ جرت اللقاءات في مسقط بتاريخ 12 و26 نيسان، وفي روما في 19 نيسان، وفي 11 أيار في العاصمة العُمانية أيضًا، على أمل تحقيق تقدم ملموس في الاجتماعات المقبلة.