في عملية عسكرية إسرائيلية خاصة نُفذت فجر اليوم الاثنين، تسللت قوة إسرائيلية خاصة إلى مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مستهدفة القيادي في ألوية الناصر صلاح الدين، أحمد كامل سرحان. وبحسب مصادر أمنية وشهود عيان، تنكرت القوة بزي نسائي واستقلت حافلة بيضاء تحمل لوحة محلية، متجهة إلى منطقة الكتيبة، على بعد نحو 5 كيلومترات من الحدود الشرقية للقطاع.
عند الساعة السادسة صباحًا، بدأت طائرات حربية ومروحية إسرائيلية بشن غارات مكثفة ومتزامنة على عدة مناطق في خان يونس، مما أدى إلى استنفار عناصر المقاومة. وأفاد شهود عيان بأن الحافلة التي تقل القوة الخاصة بدت وكأنها تحمل أمتعة عائلة فلسطينية نازحة، وعند نزول العناصر المتنكرين، بدأ إطلاق نار كثيف، تزامنًا مع قصف منزل مجاور أدى إلى استشهاد ستة أشخاص.
تبيّن لاحقًا أن الأمتعة التي كانت بحوزة القوة الخاصة كانت تحتوي على قفص حديدي مملوء بالأسلحة، مغطى بأغطية تشبه تلك التي يحملها النازحون، في محاولة لتمويه الأسلحة. وتُرجح المصادر الأمنية أن الهدف كان اختطاف أحمد سرحان ووضعه داخل القفص للعودة به دون إثارة الشبهات.
وفقًا للمعلومات المتوفرة، اشتبك أحمد سرحان مع القوة الخاصة من مسافة قريبة، مما أدى إلى استشهاده وإفشال محاولة اختطافه. تحت غطاء ناري كثيف، انسحبت الحافلة من الموقع، مختطفة زوجة سرحان وطفله، حيث يُعتقد أن الاحتلال يظن أن الشهيد كان لديه معلومات حول الأسرى الإسرائيليين في غزة.
أصدرت ألوية الناصر صلاح الدين بيانًا أكدت فيه استشهاد القائد أحمد سرحان بعد اشتباك بطولي مع القوة الخاصة، معتبرة أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها.
ورغم أن العملية استغرقت 20 دقيقة فقط، إلا أن طائرات الاحتلال شنت غارات على عدة مناطق في خان يونس، بما في ذلك حي الكتيبة وجورة العقاد والسطر الغربي ومنطقة المواصي، بالإضافة إلى مستودع المحاليل والمهمات الطبية داخل مجمع ناصر الطبي.
وأشارت المعطيات الأمنية إلى أن الاحتلال استغل حالة النزوح من المناطق الشرقية إلى وسط خان يونس كغطاء لتحركاته، حيث طلب من سكان مناطق معينة إخلاء منازلهم والتوجه غربًا نحو منطقة المواصي. وأكدت المصادر أن جيش الاحتلال استخدم وسائل متعددة لإنجاح العملية، بما في ذلك التنكر بملابس نسائية واستخدام معدات مدنية لإخفاء الأسلحة، بالإضافة إلى غطاء ناري لإرباك المنطقة، ومع ذلك فشلت العملية في تحقيق هدفها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل عمليات خاصة في غزة، حيث سبق أن تسللت قوة إسرائيلية خاصة في حزيران 2024 بشاحنة مدنية خلال عملية لتحرير إسرائيليين محتجزين في مخيم النصيرات، واستخدمت الكثافة النارية والقصف المفاجئ. كما كشفت كتائب القسام في تشرين الثاني 2018 عن تسلل قوة خاصة إلى المناطق الشرقية من خان يونس، خلال محاولة تنفيذ عملية داخل القطاع، واشتبت معها مما أدى إلى هروبها تحت غطاء ناري كثيف.