اقليمي ودولي

العربية
السبت 24 أيار 2025 - 16:28 العربية
العربية

مشروع "القبة الذهبية" لترامب يواجه فتور كندا!

مشروع "القبة الذهبية" لترامب يواجه فتور كندا!

كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قبل أيام، عن مشروعه الجديد الطموح لحماية الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية، تحت اسم "القبة الذهبية"، وهو درع دفاعي متكامل يفترض أن يغطي المجال الجوي الأميركي ضد أي هجوم صاروخي محتمل.


غير أن ترامب، في إعلانه عن المشروع الذي قد تصل كلفته إلى 500 مليار دولار، أغفل تفصيلاً أساسياً: المشروع لا يمكن أن يُبنى دون تعاون كندا، التي لم تعلن بعد رغبتها في الانضمام إليه، بحسب تقرير لصحيفة بوليتيكو الأميركية.


فبحسب خبراء ومسؤولين أميركيين، تعتمد "القبة الذهبية" بشكل كبير على المجال الجوي الكندي، خاصة في المناطق الشمالية، لتتبع واعتراض الصواريخ العابرة فوق القطب الشمالي، وهو المحور الذي يُتوقع أن تستخدمه كل من روسيا والصين في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية.


ورغم تأكيد ترامب على أن "كندا تريد الحماية أيضاً"، فإن رد الفعل الكندي كان بارداً، وسط فتور رسمي وشعبي تجاه المشروع. رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أكد أن بلاده لا تُؤخذ كأمر مسلم به، في إشارة إلى توتر العلاقات بين الجارتين خلال فترة رئاسة ترامب، والتي شهدت اتهامات أميركية لكندا بـ"الاستفادة المجانية" من مظلة الحماية الأميركية والدخول في خلافات تجارية.


بدوره، حذّر جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، من أن "خطاب ترامب نفّر شريحة كبيرة من الشعب الكندي"، مشيرًا إلى أن العلاقات الحالية لا تُشبه النمط التقليدي بين البلدين، بل أصبحت أكثر تعقيدًا.


وقد سبق لكندا أن ساهمت تاريخياً بما يقارب 40% من تمويل قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (NORAD)، وتخطط لضخ 38 مليار دولار خلال العقدين المقبلين لتطوير الرادارات في المناطق الشمالية. ويرى جنرال سلاح الجو الأميركي المتقاعد جلين فان هيرك أن "غياب الدعم الكندي سيجعل من الصعب بناء دفاع جوي موثوق لأميركا الشمالية".


ويُشكّل المجال الجوي الكندي الممتد على نحو 4 ملايين ميل مربع نقطة استراتيجية حيوية في رصد أي تهديدات صاروخية من الصين أو روسيا تمر عبر القطب الشمالي، وهي ثغرة لا يمكن سدها من الجانب الأميركي فقط، بحسب الخبراء.


وعلى الرغم من التاريخ الطويل من التعاون الدفاعي بين البلدين في إطار "نوراد"، فإن مستقبل هذا التعاون يبدو اليوم غير مضمون في ظل المشروع الجديد الذي يسوّقه ترامب بوصفه مظلة أمنية حصرية، بينما يتجاهل الدور الكندي المحوري في إنجاحه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة