شدّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، على أن تسلّم بلاده نصاً مكتوباً من الجانب الأميركي، عبر وساطة سلطنة عُمان، "لا يعني القبول به لا من حيث المبدأ ولا من حيث المضمون"، مؤكداً أن هذا الإجراء هو "جزء طبيعي من مسار التفاوض".
وفي مؤتمره الصحافي الأسبوعي، اليوم الإثنين، أوضح بقائي أن الوفد الإيراني هو من بادر أصلاً إلى تقديم أول نص مكتوب للطرف الأميركي، في إشارة إلى حرص طهران على دفع العملية التفاوضية وفق رؤيتها ومصالحها. وأضاف: "تبادل المواقف والآراء، سواء شفهياً أو كتابياً، هو أمر طبيعي في أي عملية تفاوضية ناضجة".
كما شدّد على أن "تسلّم أي وثيقة لا يعني إطلاقاً القبول بها، بل من البديهي أن يُدرس أي مقترح ويُعطى الرد المناسب بناء على مضمونه وتماشيه مع الحقوق المشروعة لإيران".
وفي موقف يعكس ثبات إيران على مطالبها الأساسية، أكّد بقائي أن "أي نص يتضمّن مطالب متطرّفة أو غير واقعية، ويتجاهل مصالح الشعب الإيراني، لن يُقابل بأي تجاوب من طهران"، مشدداً على أن "الطرفين يعلمان جيداً حدود بعضهما البعض وخطوطهما الحمراء".
وأشار المتحدث باسم الخارجية إلى أن موقف بلاده "ثابت وواضح"، ويتمثّل في استمرار أنشطة التخصيب النووي داخل الأراضي الإيرانية، وفي ضرورة رفع العقوبات الدولية "بشكل فعّال وكامل".
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن جموداً متقطعاً، رغم محاولات وساطة عدة قامت بها سلطنة عُمان في الأشهر الماضية. وكانت الجولة الخامسة من المشاورات غير المباشرة بين الجانبين قد عُقدت في العاصمة الإيطالية روما، في أيار الماضي، وشهدت لقاءً رمزياً جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بنظيره العماني بدر البوسعيدي، في مقر السفارة العمانية.
وتؤكد إيران على لسان كبار مسؤوليها أن العودة إلى الاتفاق النووي الموقع عام 2015، يجب أن تترافق مع رفع كامل للعقوبات، خصوصاً تلك التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في العام 2018، عقب انسحابه الأحادي من الاتفاق.
من جهتها، تواصل الولايات المتحدة الضغط لتضمين أي اتفاق مستقبلي بنوداً جديدة تتعلّق بالصواريخ البالستية والنفوذ الإقليمي لطهران، وهي شروط ترفضها الجمهورية الإسلامية باعتبارها "غير قابلة للتفاوض".
وفي حين تسعى عدة دول أوروبية للعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر، يبدو أن الملف النووي عاد ليتصدر المشهد الإقليمي، مع تعقيد الملفات الجيوسياسية في المنطقة، وتكثّف الضغوط من اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن لمنع أي تنازل أمام إيران.