"ليبانون ديبايت"
في مساءٍ يحمل من السحر أكثر مما يحمل من الوقت، كان لعاصمة الروح — بيروت — موعدٌ مع الفرح، وتحديدًا في الأشرفية، حيث تعانق الزمن والقداسة في مطرانية الروم الملكيين الكاثوليك - المتحف، لتُقام هناك رتبة الإكليل المقدّس بين الزميلة ماريان طوق والعريس إيلي الجاويش.

لم يكن ذلك مجرد زفاف، بل حكاية عشق مكتوبة بمداد الضوء، ترويها الطبيعة ذاتها في Pleine Nature – مار روكز، حيث الأشجار شهِدت، والنسيم صفّق، والسماء باركت.

بين دفء المكان ونقاء المشاعر، اجتمع الأهل والأصدقاء، من زملاء ماريان في "ليبانون ديبايت" و"سبوت شوت"، إلى رفاق إيلي في وزارة العمل، وجميع من أحبّهم القلب وكانوا شهودًا على ولادة حياة جديدة. ظهرت ماريان كأنها خارجة من حلمٍ ملكيّ، بثوب أبيض يُشبه نقاء قلبها، تسير بخطواتٍ واثقة على درجٍ أخضر، فبدت كما لو أن الطبيعة ذاتها صنعت لها هذا المشهد.

نزلت بخفّة ملاك، لتجد إيلي في انتظارها، يمدّ لها يده لا ليمسك بها فحسب، بل ليمسك العمر كله... بحب، ودفء، ووعد. ارتفعت الزغاريد كأنها صلاة الفرح، واختلطت ضحكات الحضور بدموع الفرح، تلك الدموع التي تسقط من القلب لا من العين، حين يلامس الفرح أطراف الروح. هناك، في قلب الطبيعة، وبين من يحبّون، عاهدت ماريان وإيلي بعضهما على عمرٍ من الحب.
