كشفت وزارة العدل الأميركية عن توقيف الأفغاني دلبر جول، البالغ من العمر 33 عاماً، بعد دخوله إلى الولايات المتحدة في نيسان 2024، بموجب تأشيرة هجرة خاصة (SIV)، تبين لاحقًا أنه حصل عليها عبر وثائق مزورة ادعى فيها أنه عمل مترجماً لصالح القوات الأميركية في أفغانستان.
لكن المفاجأة، بحسب تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، أنّ جول كان عضواً سابقاً في حركة طالبان، ويُشتبه بتورطه في أنشطة مسلحة داخل الأراضي الأفغانية.
أشارت وثائق المحكمة إلى أن جول قدّم ضمن ملفه خطابات توصية وتوظيف مزورة، من بينها رسالة منسوبة زوراً إلى السفير الأميركي في كابل. ورغم أن المحكمة كانت قد وافقت على إطلاق سراحه المشروط في 9 أيار، إلّا أنّ جهاز مكافحة الإرهاب في الـFBI تقدّم بأدلة إضافية، دفعت القضاء إلى إلغاء قرار الإفراج وإعادته إلى الحجز.
المدعي العام الأميركي اعتبر أنّ "هذه ليست مجرّد قضية تزوير تأشيرة"، بل تتعلّق بـ"تسلّل عنصر على صلة بحركة طالبان عبر برنامج الهجرة الخاص، عبر تزوير ممنهج ومساعدة من شبكات داخلية".
من أبرز ما كشفته التحقيقات، أنّ وزارة الدفاع الأميركية عثرت في مسرح هجوم بأفغانستان عام 2011 على ورقة تحوي إحداثيات هجومية، مطبوعة عليها بصمات أصابع دلبر جول، وفقاً لما أورده "مركز تحليل العبوات الناسفة الإرهابية".
كما اتضح أنّ جول كان قد طُرد من وظيفته كمترجم عام 2009، وأوقفته السلطات الأفغانية عام 2011 لانتحاله صفة محقق جنائي.
دخل جول الأراضي الأميركية في نيسان 2024 برفقة زوجته وأطفاله الخمسة، وقد حصلوا جميعاً على بطاقات إقامة دائمة بعد ثلاثة أشهر. غير أن التحقيقات كشفت لاحقاً أن شركة أميركية خاصة قامت بتأمين مستندات مزوّرة، وأن شخصاً ثالثاً وفّر له خطابات التوصية المزوّرة.
دلبر جول يُحتجز حاليًا في أحد سجون نيويورك بانتظار المحاكمة، فيما لا تزال السلطات الأميركية تُوسّع التحقيقات لكشف شبكة التزوير، وتحديد طبيعة الدور الأمني والعسكري الذي لعبه داخل طالبان.