تُثار تساؤلات حول تصعيد بين إيران وإسرائيل، خاصة إذا انضمت الولايات المتحدة إلى المواجهة العسكرية. ويرى خبير الشؤون العسكرية الأميركي مارك فيتزباتريك أن هذه الحرب قد تتحول إلى وضع تُطلق فيه إسرائيل والولايات المتحدة النار على نفسيهما، مع تداعيات كارثية إقليمياً ودولياً.
يلفت فيتزباتريك إلى أن قيام الولايات المتحدة باستهداف منشأة "فوردو" الإيرانية للتخصيب النووي قد يدفع طهران إلى استعادة قدراتها النووية سرًا، وربما الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي، مما يجعل العالم عاجزًا عن مراقبة برنامجها النووي. وأضاف: "مثل هذه التطورات ستجعل تصنيع القنبلة النووية الإيرانية أسرع وأكثر سرية".
يحدد الخبير الروسي قسطنطين أولشانسكي أربعة سيناريوهات رئيسة للرد الإيراني على تدخل الولايات المتحدة:
ضرب مصافي النفط الخليجية لتقويض قدرة دول المنطقة على التصدير.
واستهداف المحطات البحرية الرئيسة وإغلاق مضيق هرمز، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط والغاز.
الهجوم على ناقلات النفط والممرات البحرية، مما يسبب انقطاع الإمدادات وكوارث بيئية محتملة.
استهداف القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، مما يفتح الباب لتصعيد مباشر.
يشير بول روجرز، أستاذ دراسات السلام بجامعة برادفورد البريطانية، إلى صعوبة القضاء على منشأة "فوردو"، التي تقع على عمق كبير تحت الأرض ومحمية بدفاعات جوية قوية. ويضيف أن استخدام القنبلة الخارقة للتحصينات "GBU-57A/B" يتطلب تنفيذ عمليات معقدة باستخدام طائرات شبحية مثل "ب – 2 سبيريت" و"إف – 22".
رغم ذلك، يشكك روجرز في مدى نجاح هذه القنبلة، مشيرًا إلى أن عددها في الترسانة الأميركية لا يتجاوز 20 قنبلة، وأن استهداف منشأة بحجم "فوردو" يتطلب ضربات متكررة للتأكد من تدميرها.
تطرح بعض المصادر خيار تنفيذ إسرائيل عملية برية بواسطة قوات خاصة على غرار العملية التي استهدفت مصنعًا للصواريخ في سوريا قرب مصياف عام 2024. وتشير تقارير إلى أن هذا السيناريو قد يكون بديلاً لضربة جوية محفوفة بالمخاطر باستخدام قنابل خارقة للتحصينات.
يصف بعض الخبراء الصراع الحالي بأنه "أم الحروب"، مع احتمال استخدام "أم أمهات القنابل" كجزء من التصعيد، وسط تحذيرات من أن التصعيد غير المحسوب قد يؤدي إلى تداعيات إقليمية وعالمية كارثية.