تجاوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب تردده المعتاد باستخدام القوة العسكرية عندما أمر بقصف مواقع نووية إيرانية يوم الأحد الماضي بقاذفات بي-2.
هذا القرار، الذي أطلق عليه نائب الرئيس جي دي فانس "عقيدة ترامب"، دفع الولايات المتحدة نحو حرب خارجية أثارت قلق العديد من مؤيدي مبدأ "أميركا أولاً".
في تصريحات أدلى بها يوم الثلاثاء، أوضح فانس أن العقيدة تقوم على ثلاث ركائز: حماية مصلحة أميركية واضحة، محاولة حل المشكلة دبلوماسياً، وإذا فشلت الدبلوماسية، اللجوء إلى "القوة العسكرية الساحقة"، مع الانسحاب السريع لتجنب الصراعات الطويلة.
رغم محاولة فانس تقديم إطار منظم لهذه العقيدة، يرى بعض المراقبين أن السياسة الخارجية للرئيس ترامب تفتقر للانسجام. وقال آرون ديفيد ميلر، الباحث في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "من الصعب بالنسبة لي أن أتعامل بجدية مع شيء يسمى 'عقيدة ترامب'، لأن قراراته تعتمد غالباً على الحدس".
جاءت هذه الضربة العسكرية بعد تأكيد المرشد الإيراني علي خامنئي أن طهران لن تتخلى عن قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وبعد الضربة، أعلن ترامب وقف إطلاق نار صمد نسبياً، مع تأكيده أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً واستعداده لاستئناف المحادثات الأسبوع المقبل.
وفي البيت الأبيض، أكدت المتحدثة آنا كيلي على التوافق بين ترامب ونائبه فانس، مشيدةً برؤيتهما المشتركة لـ"السلام من خلال القوة". لكن في صفوف الجمهوريين، أثار هذا النهج قلقاً بين أنصار سياسات الانعزال، مثل ستيف بانون وتاكر كارلسون، الذين يخشون انجرار البلاد إلى صراع طويل الأمد.
من ناحية أخرى، أظهرت استطلاعات رأي قلقاً شعبياً واسعاً، إذ عبر 79% من الأميركيين عن خشيتهم من احتمال استهداف إيران للمدنيين الأميركيين كرد فعل.
بينما يرى البعض أن "عقيدة ترامب" تحمل عناصر نجاح، يشدد آخرون على أهمية مراقبة تطورات الصراع. وقالت ريبيكا ليسنر، خبيرة مجلس العلاقات الخارجية: "من المبكر إعلان هذا النهج كنجاح استراتيجي أو فشل ذريع. علينا أن نرى كيف ستسير الدبلوماسية".