كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأحد، عن واقعة صادمة تمثلت في العثور على أقراص مخدرة شديدة الخطورة من نوع "أوكسيكودون" مخفية داخل أكياس الطحين التي وصلت من مراكز مساعدات تديرها إسرائيل والولايات المتحدة. الحادثة أثارت غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها العديد "جريمة حرب جديدة" بحق سكان القطاع المحاصر.
وأوضح المكتب الإعلامي أنه تم توثيق أربع حالات لمواطنين عثروا على أقراص مخدرة من نوع "Oxycodone 80mg" داخل أكياس الطحين، مشيراً إلى أن هذه الجريمة تستهدف صحة المدنيين والنسيج الاجتماعي الفلسطيني بشكل مباشر.
ودعا المكتب المواطنين إلى الحذر الشديد عند التعامل مع هذه المواد الغذائية، وتفتيشها بدقة، والإبلاغ الفوري عن أي مواد غريبة.
وأشار إلى أن الأقراص وُجدت مخفية داخل رقائق معدنية (قصدير)، مما يجعلها خطراً داهماً قد يؤدي إلى عواقب كارثية، خصوصاً أن العقار يُعد من أقوى المسكنات الأفيونية ويُصرف فقط تحت إشراف طبي صارم.
انتقد النشطاء الحادثة بشدة، معتبرين أن إدخال هذه المواد المخدرة ضمن المساعدات الإنسانية يُمثل خطوة ممنهجة تهدف إلى الإضرار بالمجتمع الفلسطيني. وأكد مغردون أن وجود أقراص "أوكسيكودون" داخل الطحين يعد "أسلوباً سادياً" لإبادة الفلسطينيين، حيث يتم تحويل المساعدات الإنسانية إلى أدوات قتل وإدمان مدمرة.
أحد النشطاء قال: "حتى في الخبز يقتلون الأبرياء. إبادة ممنهجة تستهدف تدمير الوعي الجمعي والصحة العامة".
وأشار آخرون إلى احتمالية أن تكون الأقراص قد خُلطت مع الدقيق، مما يزيد من خطر استهلاكها بطرق غير مباشرة ويؤدي إلى آثار صحية مدمرة مثل توقف الجهاز التنفسي والوفاة.
وفقاً للمصادر، تأتي هذه الواقعة ضمن خطة إسرائيلية-أميركية أُطلقت منذ 27 أيار/مايو، لتوزيع مساعدات محدودة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية". وأشار النشطاء إلى أن هذه الخطة تُجبر الفلسطينيين على الاختيار بين الموت جوعاً أو القبول بمساعدات ملغومة بالمخاطر.
ليست هذه المرة الأولى التي يُتهم فيها الاحتلال باستخدام وسائل الإغاثة كسلاح. في العديد من المناسبات، اتُّهمت إسرائيل باستخدام الغذاء والأدوية كأسلوب للسيطرة على السكان الفلسطينيين.
ووصفت الهيئات الحقوقية هذه السياسات بأنها جزء من منظومة إبادة جماعية صامتة تهدف إلى تدمير النسيج المجتمعي وإضعاف المقاومة الفلسطينية عبر أساليب غير تقليدية.