رفض نازحون من هضبة الجولان المحتلة تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، التي اشترط فيها استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان مقابل التوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا، مطالبين بتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد استعادة الأراضي المحتلة دون أي شروط مسبقة.
وقال معمر فيصل نهار، مؤسس "ملتقى الجولان للبناء والتنمية" ومن أبناء الجولان المحتل، في حديث خاص لموقع "وردنا": "نحن الآن في اجتماعات ومشاورات متواصلة لتشكيل هيئة مدنية وسياسية مستقلة من أبناء الجولان المحتل لتنسيق أي مفاوضات مع الدولة السورية، ونكون جزءًا فاعلًا في أي خطوات مستقبلية تجاه إسرائيل".
وأضاف نهار: "نسعى إلى التواصل مع هيئات ومنظمات دولية وأممية لمطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ قراراته الخاصة باستعادة أراضينا المحتلة، دون قبول أي شروط أو مساومات".
وجاء في بيان صادر عن "ملتقى الجولان للبناء والتنمية"، تناقلته وسائل إعلام عدة، تأكيد أبناء الجولان على ضرورة الاعتراف الدولي والوطني بحقوقهم المشروعة، والتي تشمل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الهضبة، وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم منذ الاحتلال عام 1967، فضلاً عن الدعوة إلى إجراء استفتاء شعبي لجميع السوريين بمن فيهم أبناء الجولان لمنح التفويض الكامل للدولة السورية للقيام بأي مفاوضات تضمن حقوقهم.
من جهته، أعرب هاشم موسى النعمان، أحد أهالي قرية فيق في الجولان، عن استيائه من تصريحات ساعر التي وصفها بـ"الاستخفاف بالقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وبالأخص القرار 497 الذي يعتبر الجولان أرضًا سورية محتلة".
وأشار النعمان إلى أن أبناء الجولان أكدوا في وثيقة وطنية على حق العودة ورفض الاحتلال وممارساته بكل أشكالها.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي قد ألمح السبت إلى إمكانية تطبيع العلاقات مع سوريا، لكنه أكد أن ذلك لن يحدث إلا إذا بقي الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية.
وتأتي هذه التصريحات وسط تقارير إسرائيلية تحدثت عن احتمال توقيع اتفاقية سلام بين البلدين قبل نهاية عام 2025، حيث نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر سوري مطلع قوله إن "إسرائيل وسوريا ستوقعان اتفاق سلام قبل نهاية هذا العام".
وفي السياق، اجتمع الرئيس السوري أحمد الشرع في 25 حزيران مع وجهاء محافظة القنيطرة والجولان، وأكد على مواصلة العمل لوقف الاعتداءات والتوغلات الإسرائيلية من خلال مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين.
تقع هضبة الجولان جنوب غرب سوريا على بعد نحو 60 كيلومتراً غرب دمشق، وتبلغ مساحتها حوالي 1860 كيلومتراً مربعاً. احتلت إسرائيل جزءاً كبيراً من الهضبة في حرب يونيو 1967، وتبلغ المساحة المحتلة نحو 1250 كيلومتراً مربعاً، وضمتها فعلياً في 1981 في خطوة لم تعترف بها الأمم المتحدة التي تعتبر الجولان أرضاً سورية محتلة.
أسفر الاحتلال عن نزوح أكثر من 130 ألف سوري من الهضبة إلى محافظات سورية عدة، بينما بقي حوالي 20 ألف نسمة في القسم الشمالي من الأراضي المحتلة.
شهدت الهضبة حرباً عنيفة في تشرين الأول 1973، واستعاد الجيش السوري خلالها جزءاً من الأراضي، لكنه فقدها مجدداً قبل نهاية الحرب، ثم أعادت إسرائيل عام 1974 مساحة 60 كيلومتراً مربعاً لسوريا تشمل مدينة القنيطرة وجوارها ضمن اتفاقية فك الاشتباك.
في الأعوام 1999-2008 جرت مفاوضات عدة برعاية أميركية بين سوريا وإسرائيل بشأن الجولان، لكنها لم تفض إلى نتائج بسبب خلافات جوهرية، خاصة حول بحيرة طبريا.
ويشهد الوضع في الجولان تحركات دبلوماسية وعسكرية متواصلة وسط استمرار وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وفق اتفاق فض الاشتباك.