القرار الأميركي اتُّخذ... العريضي: لبنان على أعتاب أسابيع حاسمة وفرصة "ذهبية"!

"ليبانون ديبايت"

قال الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي إن معلوماته تشير إلى أن لبنان أمام أسابيع مفصلية وفرصة متاحة لإقفال كل الأزمات والحروب، بعدما غرق في سياسة المحاور والتحالفات في المنطقة، ما أدى إلى تحويل ساحته إلى منصة لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية.

وأضاف، أن الوقت قد حان للخروج من هذه الحروب، وأن هناك أجواء تؤكد أن الموفد الأميركي توم باراك سيأتي إلى لبنان لأخذ الأجوبة، وليس لطرح مشروع جديد.

وأشار العريضي إلى أن الرؤساء الثلاثة التقوا مرارًا هذا الأسبوع بعيدًا عن الإعلام وبسرية تامة، وأن الرد بات في لمساته الأخيرة، والمفاوضات تدور حول انسحاب إسرائيل من التلال الخمس وتسليم حزب الله سلاحه. ولفت إلى أن ما يُسمع من مواقف وعنتريات هو مجرد رفع للمعنويات، لأن القرار الأميركي قد اتُّخذ، مهما كان اسم الموفد.

وأوضح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وفقًا لسفير سابق، مهتم شخصيًا بملف لبنان وسيقفل هذا الملف وينتهي منه، ما يعني أننا سنصل إلى مرحلة السلام الشامل والعادل، ولكن لبنان سيكون آخر من يوقع عليه، مع أولوية لسوريا التي ستشهد تطورات دراماتيكية على صعيد المفاوضات مع إسرائيل، وبالتالي نقلة نوعية في ظل التحولات الكبيرة في المنطقة.

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على محاكمة وزير هنا أو هناك، بل يجب محاسبة كل من سُلّطت عليهم الأضواء وارتكبوا الفساد. وأكد ضرورة تخصيص أحد الفنادق في العاصمة لاستدعائهم، على غرار ما فعل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وإعادة الأموال التي سرقوها إلى خزينة الدولة. وبدون ذلك، اعتبر المحاولة عبثًا، مشددًا على وجوب وجود ضربة بيد من حديد من قبل رئيسَي الجمهورية والحكومة، وتنفيذ خطاب القسم والبيان الوزاري. وأكد أن كليهما يتمتع بالشفافية والنقاء والمناقبية ونظافة اليد.

وثمّن العريضي دور النائب فريد البستاني الذي “تُرفع له القبعة” في ملاحقة المرتكبين والفاسدين، معتبرًا أن هذا ساهم في تحقيق نتائج إيجابية.

وتابع، الحكومة يجب أن تتفاعل دورها اجتماعيًا واقتصاديًا لأن الناس لا تزال في ضائقة، معتبراً أن المهلة الزمنية قصيرة، لكنه أشار إلى أن هناك بعض الوزراء، وفي مقدمتهم وزير الأشغال والنقل فايز رسامني، الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه. وأوضح أن الوزير رسامني سجل له التاريخ ما قام به في المطار خلال الأزمة التي مرّ بها لبنان خلال الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، حيث كان وزيرًا مقدامًا ونشيطًا، وحوّل المطار إلى واحد من أفضل المطارات في المنطقة من خلال جهوده.

واستكمل، أن العلاقات اللبنانية – الخليجية في أفضل مراحلها، خاصةً من خلال الموقف اللبناني الداعم لقطر بعد العدوان الإيراني على قاعدة العديد. وأكد أن على بعض الأطراف الذين تظاهروا أو هللوا للقصف الإيراني أن “يستحوا”، مستدلاً بالمثل القائل: “يلي استحوا ماتوا”. وأضاف أن قطر أعادت إعمار الجنوب وكان لها دور مشرّف، وزار أميرها الجنوب بعد عدوان تموز 2006، وأنه يتعين علينا أن نخجل ونبادر بالوفاء، لا أن ننتمي إلى هذا المحور أو ذاك على حساب من وقف إلى جانبنا ودعمنا في أصعب المحطات.

وأشار العريضي إلى أن التحولات كبيرة انتخابيًا، خصوصًا في العاصمة، واعتبر أن النائب نبيل بدر، الذي استطاع مواجهة الأحزاب والقوى السياسية ونجح في البلدية، سيكون له دور بارز، حيث تلتف حوله القاعدة الحريرية. وأضاف أن بدر كان صديقًا للرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري، وما يقوم به من دور متقدم في العاصمة سيعطيه الأهمية الكبرى.

وفي الوقت نفسه، أشاد العريضي بما يقوم به النائب إيهاب مطر في طرابلس، وخصوصًا خلال المحطات الصعبة التي مر بها البلد، مؤكدًا أن دوره وطني، وأنه قال إن إسرائيل دولة عدوة، وإن إيران قامت بأعمال إرهابية في دول الخليج والمنطقة، وأن علينا أن نقف إلى جانب الجيش اللبناني والدولة اللبنانية. ولفت إلى أن هذه المواقف الوطنية الأخيرة تُبنى عليها إعادة صياغة منظومة سياسية جديدة، بعيدة عن الفساد والارتكابات، وتمتاز بالوطنية والشفافية، ولا تنتمي إلى محاور جلبت للبنان الخراب والدمار.

وختم العريضي بالإشارة إلى دلالة انتخابات اتحاد كرة القدم، اللعبة الأكثر شعبية في لبنان والعالم، والتجديد لولاية جديدة للمهندس هاشم حيدر، نظرًا لدوره وإنجازاته في أصعب الظروف، ولعلاقاته الوطيدة مع الاتحادين الآسيوي والدولي، حيث يشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي. كما أشار إلى دلالة دخول شخصيات جديدة إلى الاتحاد، من عائلات لها تاريخ على المستويين المسيحي والوطني، مثل الشيخ رشيد الخازن والسيدة بولا فرعون رزق.