المحلية

24
الثلاثاء 01 تموز 2025 - 20:08 24
24

صراع خفي بين الموساد وحزب الله في قلب أفريقيا!

صراع خفي بين الموساد وحزب الله في قلب أفريقيا!

في ظل صراع خفي في القارة الأفريقية، يتواصل التوتر بين جهاز الموساد الإسرائيلي وميليشيا حزب الله اللبنانية، حيث تلتقي الأهداف الأمنية والعسكرية مع النشاطات الاقتصادية والتجارية، مما يجعل أفريقيا، ولا سيما غربها، مركزاً هاماً لهذه المواجهات غير الظاهرة.


يعتمد حزب الله بشكل رئيسي على التمويل النقدي الذي يأتي من الشتات اللبناني المنتشر في أفريقيا، إلى جانب مصادر أخرى كالتهريب غير المشروع للألماس والمخدرات وغسيل الأموال. غير أن عمليات مصادرة كبيرة مؤخراً في مطار بيروت كشفت هشاشة هذه القنوات المالية، وأظهرت فقدان حزب الله السيطرة في بعض المجالات الحيوية داخل لبنان.


يعد لبنان، مع دول مثل الكونغو الديمقراطية، وساحل العاج، والسنغال، ونيجيريا، نقطة محورية لشبكات تحويل الأموال والتبرعات غير الرسمية التي تعتمد عليها الميليشيا. ورغم أنها تُقدم على أنها تبرعات طوعية، إلا أن العديد من التجار اللبنانيين في غرب أفريقيا يتعرضون لفرض "ضرائب" غير رسمية تبررها دوافع دينية وثقافية.


وقد أكد محللون، منهم جيل ميهايلي مدير نشر مجلة "صراعات"، أن اعتماد حزب الله على النقد وتجاوز القنوات المصرفية الرسمية يعكس ضعفًا في قدراته التمويلية، ويدل على تصاعد الضغوط الأمنية والعقوبات التي تواجهها المنظمة.


من جانبها، تعتمد إسرائيل عبر جهاز الموساد على شبكة معقدة من الشركات الخاصة في مجالات الأمن السيبراني وتقنيات المراقبة، مستفيدة من وجود جاليات لبنانية كبيرة في مدن مثل أبيدجان، لتقويض نشاطات حزب الله، ومنع إعادة تسليحه عبر القارة الأفريقية.


ويعيش في ساحل العاج وحدها نحو 100 ألف لبناني، أغلبهم من المؤيدين لحزب الله، غير أن الحديث العلني عن نشاطات الحزب يبقى محدوداً نظراً لحساسية الملف، وارتباطه بأعمال تهريب وغسل أموال.


تكشف تقارير وزارة الخزانة الأمريكية عن وجود شبكة مالية واسعة تدعم حزب الله في أفريقيا تضم أكثر من 50 شخصاً يمتلكون شركات وهمية في دول مثل جنوب أفريقيا وأنغولا والكونغو، فيما يقدر بعض الخبراء حجم عمليات التهريب وغسل الأموال بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، تشكل جزءاً كبيراً من دخل الحزب، الذي يعتمد كذلك على الدعم الإيراني.


ويأتي هذا الصراع في وقت يزداد فيه اهتمام إسرائيل بالقارة الأفريقية منذ سبعينيات القرن الماضي، مع تصاعد مخاوفها من تنامي نفوذ إيران وحزب الله هناك، ما دفعها لتكثيف دعمها الأمني والعسكري لبعض الدول الأفريقية بهدف مواجهة التهديدات المشتركة.


الصراع الاستخباراتي والاقتصادي في أفريقيا يعكس جانباً هاماً من المواجهة الأوسع بين إسرائيل وحزب الله، بعيداً عن الأضواء، حيث تلتقي مصالح الجانبين في لعبة معقدة من التجسس، التهريب، والتمويل، تؤثر بشكل مباشر على الاستقرار في لبنان والمنطقة ككل.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة